فانكحوا ما شئتم(3)
| من حكاية علي شار وزمرد / “ألف ليلة وليلة” |
بلغني أيها الملك السعيد أن زمرد قالت لسيّدها علي شار أتُخالفني فتكون ليلة مشؤومة عليك بل ينبغي لكَ أن تُطاوعني وأنا أعملك معشوقي وأجعلك أميراً من أمرائي، فقال علي شار: يا ملك الزمان ما الذي أُطيعك فيه؟ قالت: حلّ لباسكَ ونمْ على وجهك َفقال: هذا شيء عمري ما فعلتُه وإن قهرتني على ذلك فإني أخاصمك فيه عند الله يوم القيامة، فخذْ كل شيء أعطيتني إياه ودعني أروح من مدينتك، ثم بكى وانتحب.
فقالت: حلّ لباسكَ ونمْ على وجهك وإلا ضربتُ عنقَك ففعل، فطلعت على ظهره فوجد شيئاً أنعم من الحرير وألين من الزبد فقال في نفسه: إن هذا الملك خير من جميع النساء، ثمّ إنها صبرت قليلاً وهي على ظهره وبعد ذلك انقلبت على الأرض فقال علي شار الحمد لله كأن ذَكَرهُ لم ينتصب، فقالت: إن من عادة ذَكَري أن لا ينتصب إلا إذا عركوه بأيديهم فقم واعركْه بيدك حتى ينتصب وإلا قتلتك، ثم رقدت على ظهرها وأخذت بيده ووضعتها على فرجها فوجد فرجاً أنعمَ من الحرير وهو أبيض مربرب يحكي في السخونة حرارة الحمّام وقلب صب أضناه الغرام فقال عليّ شار في نفسه إن الملك له كسّ فهذا من العجب العجاب.
وأدركته الشهوة فصار ذَكَره في غاية الإنتصاب، فلمّا رأت منه ذلك ضحكت وقهقهت وقالت له: يا سيّدي قد حصل هذا كله وما تعرفني؟ فقال ومَنْ أنت أيها الملك؟ قال: أنا جاريتك زمرد، فلما علم ذلك قبلها وعانقها وانقض عليها مثل الأسد على الشاة وتحقق أنها جاريته بلا اشتباه فأغمد قضيبه في جرابها ولم يزل بوّاباً لبابها وإماماً لمحرابها وهي معه في ركوع وسجود وقيام وقعود، إلا أنها صارت تتبع التسبيحات بغنج في ضمنه حركات حتّى سمع الطواشية فجاءوا ونظروا من خلف الأستار فوجدوا الملك راقداً وفوقه علي شار وهو يرصع ويزهر وهي تشخر وتغنج فقال الطواشية: إن هذا الغنج ما هو غنج رجل لعل هذا الملك امرأة، ثم كتموا أمرهم ولم يظهروه على أحد. فلما أصبحت زمرد أرسلت إلى كامل العسكر وأرباب الدولة وأحضرتهم وقالت لهم: أنا أريد أن أسافر إلى بلد هذا الرجل فاختاروا نائباً يحكم بينكم حتى أحضر عندكم فأجابوا زمرد بالسمع والطاعة، ثم شرعت في تجهيز آلة السفر من زاد وأموال وأرزاق وتحف وبغال وسافرت، ولم تزل مسافرة إلى أن وصلت إلى بلد علي شار ودخل منزله وأعطى وتصدّق ووهب ورزق منها الأولاد وعاشا في أحسن المسرّات إلى أن أتاهم هازم اللذّات ومفرّق الجماعات. فسبحان الباقي بلا زوال والحمد لله على كل حال.