أنا يد مقطوعة لا مساء لي / صهيب أيوب
| صهيب أيوب |
كل هذا لن يجدي. يتيمين وضعا على ضفتين متقابلتين. لا جهة لنا. حتى لو عدنا والتقينا. ما الفائدة؟. كلانا حزين ويده مثقوبة. والثرثرة لا تكفي للاختباء. وممن نختبىء؟.
لم اعد أقاوم بؤس ما أحسه لك. انام باستعجال ولا أتذكر كيف مات هذا الشيء فينا؟
كيف تجرأنا على ان نترك الضحكات العالية في الغابة الصغيرة. هذا الشيء المتخفف في قلبينا، سقط مثل النحلة يومها. فجأة.
دعني أخمّن. نحن عالقين. وحيدين تمامًا. نمرر ايامنا مثل تقليم الآظافر. ونمضي. لكن متى تنتهي الضفتين؟
***
أتنبه الى اليد المقطوعة. موضوعة فوق الرف. قرب اسطوانة “فيفالدي”. أستعير طنجرة من جارتي. أعيرها قبلة على الخد. ربما تمررها الى رفيقها في السكن. صاحب الوجه المبتسم، والكتفين العريضين والشفاه المكتنزة الذي يشرب كل ليلة ويمارس الجنس معها على الواقف قرب شباك المطبخ.
***
لم يكن المساء، رقيقًا، ولا تزال غفوة العصر تخدر بدني. نقلّت جلوسي على الكنبات بشكل متتال. بدوت كامرأة حبلى. تحاول ترويض بدنها. تعويده على القعود باستقامة. لكنها تكره طفلها. طفلتها. من يدري؟
اصلا من هي؟ ليس مهماً.
لكن اليد؟
اه نعم. انها يد تؤنس الغرفة. يد طويلة. ممشوقة، لها اصابع كنزة. وأظافر مطلية بالأسود. يد نائمة. لها باطن ساحق. وفيها زهور. تتدلى اليد كرجل له قامة. تدلني الى الظلمة. تلك التي ينفث فيها عامود الكهرباء خوفه. رهبته العميقة. سرّه. لكنها تبقني في نصف الطريق. بين العتمة والنور.
***
أنا يد مقطوعة. لا مساء لي. أعبر بتثاقل فوق مكعبات البلاط. اعدّها كطفل ضجر. اطفئ الأنوار كلها، لأرى أي ضوء يخرج مني؟