نرجس/ ضياء بوسالمي
| ضياء بوسالمي |
|The Gallien girl-Frantisek Kupka|
“وكلّ من سألك فأعطه..”
(إنجيل لوقا، الآية 30)
تعجبني نرجس. هادئة كالنّبع الجبليّ الصافي. وقورة بملامحها الجادّة وشعرها المجعّد المتكتّل حزمة واحدة الى الوراء في شكل كرة مضرب فوق رأسها. عنقها متوسّط الطول علقت به آثار السنين الباهتة التي تحاول أن تختفي ولكنّ الضوء والأعين الشهوانيّة ترصدها من وراء حجاب فتفضحها. لنرجس سرّ عجيب وجاذبيّة لم أقدر على فكّ رموزها وأسرارها. فهي تحيّرني بتلك النظرة العسليّة التي تنبعث من عينين ذابلتين تعلوهما يعلوهما حاجبين رسما بالمسطرة والقلم مقوّسان كأنّهما عمل مهندس مبتدئ.
تضع نرجس ساقا فوق ساق، وبكلّ ثقة تنفث اعترافاً مع دخان السيجارة المارلبورو التي ترتجف بين أصابعها الدقيقة: “أنا قضيت أكثر من عشرين سنة في القحب.” هكذا تَبْسُطُ السيّدة الأربعينيّة خبرتها وتختزل مسيرتها الجنسيّة في بضع كلمات تلقيها في وجه الجالس أمامها كسحرٍ يُعمي ويخترق القلب ليضل الى الأيور دون عناء. كانت هذه استراتيجيتها في الإيقاع بالزبائن. فقد تخلّت، منذ سنوات، عن حجاب العفّة الزائف الذي ترتديه المومسات زميلاتها في العمل، اختارت أن تلعب بوضوح، بوجه مكشوف وبشفافيّة تامّة. تعطيك دفتر المؤهلات بفخر طالب متفوّق متخرّج لتوّه من هارفارد ثمّ تترك سابحاً في حيرة. إنّها لعبة القاء الحمل على الزبون طالب النيك الذي يجد نفسه في اختبار اتّخاذ القرار واحصاء ملايين السيناريوهات الممكنة مع نرجس التي تكتفي بالترقّب بعد أن ألقت المقبل على النيك في جحيم السؤال. تحمّلت المسؤوليّة تلك الليلة.. نعم، تشجّعت وقرّرت أن أجاريها في لعبتها فرافقتها الى شقّتها.
“أدخل بساقك اليمنى حتى تكون ليلة مباركة.” قالتها بصوت فاجر يحمل بقايا نشوة الخمر وأعقبت ذلك، وهي تهمّ بفتح الباب، بضحكة اهتزّت لها أرجاء العمارة وفزع قطّ كان نائما في الدرج المقابل انطلق كالسهم من مكانه وظلّ يحملق بنظرات غريبة كأنّه يحذرني من ليلتي مع نرجس.
لم أنبس بكلمة وتبعتها الى داخل الشقّة، لم أستطع تمييز التفاصيل التي اختفت خلف عتمة خانقة. لم ألمح سوى أطياف كراسي وطاولة وستائر يعبث بها نسيم خفيف. اقتادني الى آخر ممرّ ضيّق الى غرفة النوم كانت مظلمة أيضا ما عدى السرير الذي سلّطت عليه من فوق ضوء أصفر ينعكس على الحائط فيزيد اشعاعاً. كانت الغرفة كمكان التحقيق في الأفلام البوليسيّة أينن يسلّطك ضوء باهر على طاولة يجلس فوقها المتهّم. أعتقد انّ نرجس ستنتزع مني العديد من الاعترافات هذه الليلة.
“الليلة ستكون نيْكَةً فوق الشمس” بادرتها وكأنّ تلك الأشعّة الصفراء أعارتني شجاعة ليُطلَقَ لساني البذيء.
***
شرعت نرجس في نزع ملابسها. بدأت بجينزها الذي تخلّصت منه برشاقة لاعبة جمباز وهي تنزل به الى قدميها كانت أفخاذها تتحرّك بليونة شهيّة بيضاء تسرّ الناضرين كأنها أعين على وشك الانفجار من شدّة البياض ثمّ لم تنتظر كثيرا كي تنزع الكيلوت الأحمر الذي تخلّصت منه في لمح البصر ثمّ اختتمت عرضها بالجزء العلويّ في حركة استعراضيّة لتتخلّص من القميص وحمالة الصدر دفعة واحدة. كنت أراقب العرض مشدوهاً وأنا أفرك زُبّي الذي بدأ يتوثّب كنمر شره.
لكنّ أمرا ما تسرّب الى داخلي، شعور غامض انتابني مجدّداً عندما نظرت الى فرج نرجس. كان الشعر يُحيط به كغابة كثيفة تتراقص أشجارها مع تيارات هوائيّة قويّة.. ما الذي يجري؟ أتراه مفعول الزطلة* عبث بقدراتي البصريّة؟
باغتتني نرجس بدفعة الى الوراء وانتصبت وافقة فوق السرير فاتحة ساقيها. كانت كبرج ايفل شامخة فوقي وأنا السائح الصينيّ الضئيل الخاشع أمام بهاء وجلالة المنظر. فرج نرجس كائن حيّ.. يتحرّك ويمطّط ويتفاعل مع لمسات الأنامل. كان كلوحة فنيّة مُزِجَ فيها اللون الأصفر المتكسّر على لون البشرة الورديّة مع رونق خاصّ يضفيه سواد الشعيرات التي تطوّق المكان كمتعبدين يحيطون بآلهتهم طالبين الخلاص.
“ها ما رأيك؟” سألتني بنبرة متهكّمة وقد نزلت من السرير.
“هذا عظيم، اعتقد انّ الاله يختبأ بين فخذيك” أجبتها وأنا أحبس انفاسي.
“اذاً اركع وصلّ لإله فرجي” قالت ذلك وهي تجذبني كخرقة بالية عند أسفل قدميها.
كان الأمر مرعبا وممتعا في آن. لم أخض مثل هذه التجربة من قبل. فرج يتحرّك ويتفاعل مع من يقابله، يبتسم في وجهك قبل أن تلعقه كعامل المركز التجاريّ الذي يرحّب بالزبائن. شرعت في نبش أشجار الغابة الكثيفة بأناملي ثمّ مرّرت أصابعي على فتحة الثّقب جيئة وذهابا ونرجس تتأوّه وأبو شفرين* يمطّط كالعلكة. بدأ يفرز سائله اللامع فتلقّفته بلساني وبدأت طقوس اللّعق. لم تستطع نرجس الصمود طويلاً فانهارت على السرير كدبّة بريّة ضخمة بعد يوم صيد مضن. كان المشهد أخاذاً.. أفخاذها البضّة الى الأعلى وساقاها فوق كتفيّ وأنا أغوص في أعماق فرجها ماسحا كلّ المساحة بلعابي، أصافح الشفة اليمنى بطرف لساني ثم أعود لأقضم الشفة اليسرى بأسناني ثمّ لأنهي الرحلة في حركة مستقيمة من ثقب الدبر الى أسفل بطنها. كان عملا دؤوبا ولساني في أوج عطائه بأداء اولمبيّ. لقد حرثت المكان حرثاً حتى بان برزخ بين الشعيرات وثقب الفرج والدبر. الآن فُتح أمامي الباب على مصراعيه لأصل الى أبعد نقطة بأصابعي التي زادت الجولة حماساً. إصبع للمؤخّرة، إصبع للفرج ولساني يغطيهما ويسعفهما بالمدد. كانت نرجس تطلق صرخات مفزعة وتطلب مني ان أتوقّف، تضربني وتنتف شعر رأسي ولكنني كبّلتها بيديّ وأسرت نصفها السفلي بين ذراعيّ وانفردت بالوليمة. تحوّلت صرخاتها الآن الى عواء مختلط ببكاء حادّ وانا ولساني مازلنا نواصل اللّعق.. لعق جنونيّ محموم. وكلّما هدأت الحركة، يطلب فرجها المزيد. كان تحديا بيني وبين الاله الذي يسكن هناك. أحثّ لساني على المواظبة والمواصلة كجواد في مضمار السباق. أدفع رأسي الى الامام بقوّة منتشياً بصراخ نرجس التي أدمت ظهري بأظافرها.
لا أعلم كم دام الأمر، كنت في شبه غيبوبة فقد أدمنتها فلساني يلعق وأيري يقذف سيولا من المنيّ. المسكين، لم يتمالك نفسه أمامك لذّة اللعق فقذف حمولته دون أن ألمسه حتّى. عندما نال مني الإرهاق، خفّفت من وطأة اللعق فباغتتني موجة دافقة من الماء المنبعث من الثقب، ماء عذب زلال كأنّه من نبع الجنّة. عندها، استلقيت الى جانبها على السرير وأنا مبلّل بمائها. كانت مغمى عليها بالكاد تسمعني. اقتربت وهمست في أذنها: “لقد كان لعقا بلسان الآلهة”.
*الزطلة: القنّب الهندي باللهجة التونسيّة
*أبو شفرين: اسم من أسماء الفرج