لقطتان / خالد شاطي
| خالد شاطي |
( لقطة )
لاحظ موظف شباك التذاكر أن الكهل يقطع تذكرة للمرة السادسة أو السابعة لمشاهدة الفيلم نفسه. فكر في أن ليس في الفيلم ما يستوجب إعادة المشاهدة كل هذه المرات. كان فيلماً درامياً عادياً؛ لا إثارة فيه ولا تشويق ولاحتى أغانٍ، كما لم يبد في الكهل مايدل على اضطراب من أي نوع مالم نحسب ابتسامته الطفولية الدائمة كذلك.
دفعه انجذاب مشوب بالشفقة إلى إنقاص ثمن التذكرة في كل مرة تالية. وفي المرة الأخيرة سأل عامل التذاكر الكهل عن السبب الذي يجعله يشاهد الفيلم أكثر من عشرين مرة! وعلى الفور قال الكهل أن السبب في الدقيقة 57 و16 ثانية.
جلس الموظف في القاعة وصفَّر ساعته عند بدء عرض الفيلم. في الدقيقة 57و16 ثانية دفع بطل الفيلم حبيبته إلى جدار فانكشف نهدها الأيسر بأكمله واهتز.
استغرقت هذه اللقطة جزءاً من ثانية من زمن الفيلم.
( فيلم إباحي )
حين عاد الأهل إلى البيت، وجدوا ابنتهم الشابة الثلاثينية في حالة هيستيرية عنيفة ولم تكن تستطيع الكلام. لم يكن جسدها مصاباً كما لم يجدوا شيئاً مريباً في أرجاء البيت. ولاموا أنفسهم لتركها وحيدة في البيت. أعلن الطبيب النفسي عجزه عن معرفة سبب هذا الجنون المفاجىء رغم كل ما بذله من جهد.
تذكرون أجهزة الفيديو الرخيصة التي شاعت في التسعينيات؛ تلك التي كان نطاق بثها يتعدى ليشمل بيوت الجيران؟… حسناً، لقد اختفى فجأة البرنامج الذي كانت تشاهده الشابة في التلفاز وظهر بدله فيلم إباحي ساخن.
كانت هذه المرة هي الأولى التي تشاهد فيها الشابة هذه المشاهد الصريحة والمثيرة. أصابتها صدمة ولم تستطع السيطرة على جسدها وأعصابها فراحت تئن وترتعش ثم شرعت بالصراخ.
في الأيام التالية استعادت الشابة القدرة على الكلام. قدمت لأهلها سبباً ملفقاً بالطبع لما حدث. لكنها لم تستعد اتزانها أبداً.