تفاصيل / آية بن غنية
أفسدت كل شيء ، كل شيء …
كنت غارقة بملامحك ، تعودت النظر لعينيك منذ مدة ، بل أدمنتها .
لكني البارحة سرقت لنفسي دقائق لأحفظ ملامح لم أكن أظن انها تعادل لون عينيك سحرا .
انقشع رأسي الى الخلف ضاحكة ، من عادتنا أن لا نكف عن سرد الدعابات ، حتى في أسوأ حالاتنا ، وعندها وقعت عيناي على مشهد لم ألاحظه سابقا ، اصطبغت رموشك بلون ذهبي عندما تسللت أشعة الشمس من النافذة البلورية المغمورة بالغبار ، والشامتين المزروعتين أعلى وجنتك اليسرى، انفك الدقيق ، أما عن لحيتك … فقد بدت اكثر فتنة ، غير مرتبة، لونها يميل الى الأشقر ، تذكرت لوهلة كيف غاصت أظافري فيها ، مغمضة العينين ، بعد ان نهلت من رضاب شفتيك لأول مرة .
اذكرها جيدا ، كان خوفا شديدا مشوبا بالخجل ، لا أعلم هل كنت ستسمي ما نقدم على فعله اندفاعا ام حبا؟ كنت ارتجف بين يديك ، هربت ، استلقيت على الفراش وأغمضت عينيّ ، أهرب منك ومني ومن الرغبة التي لا ندري على أي شاطئ يمكن أن تلقي بنا .
شعرت بأنفاس دافئة تقترب ، فتحت عينيّ ببطئ ،ارتميت بجسدك عليّ ، وجهت نضرك لي مباشرة ، كأنما تود أن تقول أنه لا مجال لهروبي ، لقد تورطنا وسنكمل الطريق سوية ، سلمت لي روحك وجسدك ولن تتركني . أطلت التحديق بي ، ضغطت بعنف على خصري ، وجعلت رأسك على كتفي ، كأنك تستريح من معركة طويلة ، كنت تتمتم وتلثم رقبتي ببطئ ، جالت يداك على صدري، اعتصرت نهدي بكل قواك ،لا اعلم الى حد اللحظة ما الإحساس الذي راودني حينها، أكانت اناتي ناتجة عن الم او رغبتي الجامحة التي حاولت بكل قواي كبحها.
كنت احيط جسدك بأناملي في كل مرة لأنزل لأسفل بطنك واحرر جنونك، واتراجع كلما ضغطت اكثر….
لا اذكر اني استطعت ان امنح جسدي بهذه الطريقة من قبل، و لم اعشق ملامح رجل بهذه الطريقة ابدا …
اخبرتك مرة اني اريد ان أحفظ ملامحك ، كي اتذكرها كلما صليت لك ، فحبك اصبح منذ أعلنته لك ، عبادتي.
لكنك افسدت كل شي، كل شيء بحركة واحدة ، قطعت عني سيلا من الكلمات كنت بصدد احكام ربطها و تجميلها علّي أظفر بنص جديد ، لكنك افسدت كلّ شيء .