برود/ آية بن غنية
| آية بن غنية |
الخيانة ليست خطأ … ليست ذنبا … أو لنقل لم أكن المذنبة الوحيدة…
هكذا ختمت رسالتها له ، كانت الرسالة الأخيرة قبل أن تغلق هاتفها و تلقيه بإحدى حاويات القمامة الموجودة بالمطار … لتحمل حقيبتها و تتجه نحو بهو المغادرين …
في نظرها … ما من قصة تروى … الأمر لا يستوجب الضجة الذي أثارها ذلك الشاب عندما علم أنها تواعد شخصا آخر …
كان يكرر ذات الإجابة في كل مرة سألته “هل تحبني؟” و يعيد “بل أعشقك” ، لكنها لم تعد تصدقها … حصن من الجليد يتشكل يوما بعد يوم ليحول بينهما …
غرقت بلذة تلك الساعة المسروقة من قصة حبها الفاشلة … صديقها ، ذلك الشاب الذي تعرفه منذ زمن ، لم تتوقع أنها ستقبله بذلك النهم يوما ، أن تداعب جسده ووشمه الذي لم يكن مثيرا بنظرها قبل تلك اللحظة ..
لم يكن ما حصل يومها كارثيا بنظرها … خلدت الى النوم بسهولة
…. اتصلت بحبيبها فلم يجب .. كعادته … كانت تريد أن تخبره عما حصل
، فأرسلت له كل التفاصيل ، سجلتها بصوتها ، لم تبك و لم تعتذر ، روت الأحداث و تمنت له ليلة هادئة …
اتصل على غير عادته ، اتصل حبيبها ليلا ، كرر اتصالاته ، أخرست الهاتف و نامت ..
لم يكن صديقها مثيرا ، لم تكن لها تجاهه اية مشاعر ،دعاها لمنزله يوما ، بضع زجاجات جعة و زجاجة الفودكا تزين مكتبه … تعاهدا على ان لا يتحدثا يومها عن مشاكلهما … لم تحدثه عن خيبتها في الحب ، لم تخبره انها تفتقد صوت حبيبها ، تفتقد ضحكاته ، تفتقد مزاحه ، لم تخبره انه كان يجد الاعذار كل يوم ليتهرب من الحديث معها …
وصلت أخيرا لباب المغادرة ، سمعت اسمها … شخص ما يصرخ و يناديها فيثير انتباه المسافرين ، قدمت جواز سفرها للعون و ابتسمت مغادرة .. لم تأبه للمنادي … تعرف جيدا صاحب الصوت … هو كل خيباتها الماضية …