رأس على طاولة رهان خاسر/ سجاد ابن فاطمة
|سجاد ابن فاطمة |
اللوحة : فرنسيس بيكون
تخيل انك تنحني على ساقيةِ ماءٍ آتية
من مرتفعٍ لا تصل إليه
كيف يمكن منعها من الانحدار ؟
افكارك دعها تنساب دون محاولات ٍ
بائسة للقبض عليها
أعلمُ ان طنينها يُرهق رأسكَ الصغير
الماء كتلة ٌهائلةٌ من ذبابٍ لا تراه
الا في مستنقع الليل .
يدكَ المحرومة من يدها في اللحظة الراهنة
شباكٌ ممزقة تثيرُ في داخلك السخرية من الحياة
مثلما تسخر الحياة من يدك القابضة على الفراغ.
افكارك تختلف عن لعبة الروليت الروسية
خمس رصاصاتٍ وفرصة واحدة للنجاة داخل
أسطوانة الزناد
جرّب ان تدوّرها الآن :
أمٌّ تُنقّب عن لقمة عيش اطفالها في أكوام نفاياتٍ
تُخلفها عوائل اخرى : رصاصةٌ أولى .
غيمة كنت تمسكها في طفولتك البعيدة
كلما حلّقت بك أرجوحة البيت
تلاشت تاركةً خلفها بئر ظلال .
الجسد علبةٌ مغلقة تتكاثر داخلها طفيليات
مدعوة الى حفلة الالتهام الكبير .
سؤالٌ يلعق وعيك مثل كلب جائع يلهث
بعد اصطياده اجابة ً بلا يقين .
سلوكٌ مرضي أن تتلمظ قيء ذاتك الناضجة
للاستفراغ : رصاصةٌ خامسة
أيها الخاسر الثمل بالحياة
لا تبتهج إن حالفك الحظ بإمساك فكرة النجاة
رهانك مقبل ٌ على دورة ثانية
وثالثة ….