هي القادمة من بعيد/ آية بن غنيّة

| آية بن غنيّة – تونس|

|  ملصق لفرقة “سويد” التي اشتهرت في التسعينيات |

هي ، تلك القادمة من بعيد … طالبة جديدة بالكلية ، أصبحنا بيوم أصدقاء مقربين ، حدثتني عن حبيبها السابق و نزواته و جنونها و دموعها ، كل ذلك كان بيوم …

منزلي كان قريبا جدا من الكلية ، يبعد عنها بضع دقائق مشيا على الأقدام ،اصطحبتها  هناك يوما ،لم ادرِ لم كنا بمفردنا ، كانت عادتي أن أجمع كل رفاقي  لقضاء كل اليوم عندي ، لكنهم اعتذروا جميعا يومها ، فقبلت هي …

مازلنا ببدايات الخريف ، شهر ميلادها ، فصل الجنون …

ولجت المطبخ ، لم أكن أعلم ما يجدر بي أن  أقدم لها ، حضرت  القهوة التركية التي  أعلمتني منذ اول يوم التقيتها فيه أنها تحبذها ، و كأسا من العصير البارد ، لم أكن فظّا لأسكب لصديقة جديدة النبيذ ….

عدت فوجدتها ، جالسة ، رفعت شعرها الى فوق و فتحت ازرار القميص الاولى ، كان اليوم حارا جدا ، و لكن لم يضاهي حرارة جسمي عند رؤية ذلك المشهد .. حاولت أن اتماسك و أبدد كل الأفكار التي راودتني … فهي ضيفتي و صديقة …

اشعلت سيجارتها و نحن نتحدث ، طاقة غريبة تلك التي تبثها فيّ كلما نفثت الدخان بقربي ، أحيانا كانت تميل برأسها الى الخلف فأشتهي ان أنقض على رقبتها مقبلا ، لكني كنت أكبح جماحي في كل مرة …

اقترحت علي أن نشاهد فيلما … اخترت أحد افلامي المفضلة ، ذلك النوع من الأفلام التي كنت اشاهدها ببرود رغم مشاهدها الساخنة ، فقد كنت أعزبا و منعزلا عن كل علاقات الحب …

جلست حذوي ، اكتشفت يومها انها مدمنة على التدخين، لم يمر نصف اليوم و أجهزت على نصف علبتها ، كانت تحرقها بتؤدة ، برقة ، و آثار أحمر شفاهها على بقايا السجائر يشكل لوحة فنية رائعة …

لم يمر نصف الفيلم الا ووجدتها تميل  نحو صدري … همهمت بكلمات لم اسمعها  بدقة لكن المراد قد حصل ، أمسكت شعرها و يداي ترتعشان و رفعت رأسها لدرجة كافية لالتقاء أعيننا ، لم نتردد لحظة لنجد نفسينا ذائبان بسحر الشفاه …

 عانقتني  ، كل ما فيها يرتعش، مضطربة ، شبقة ، وضعت يدي على ثديها اذ بنبضها يتسارع ، و تسارعت معه أنفاسها …  فتحت أزرار قميصها و أجلستها على ركبتي وأخذت شفتاها من رقبتي مستقرا لها ، أما يداها فكانتا متطفلتين ، كانت تمرر أطراف أصابعها ، من رقبتي ، مرورا بكتفي   وصدري ، الى قضيبي الذي لم يكتمل انتصابه بعد ، حررته بلحظة من سجن الجينز الذي كنت ارتديه ، فتحته و اجتاحته لتواصل تدليكه ، كل هذا بيد واحدة ، بينما لازالت تشل حركتي بتقبيل رقبتي و لثمها …

تسللت من النافذة ،التي نسيناها مفتوحة ، خيوط الشمس نطت عارية بكل خفة ، حافية ، لتغلقها ، وقفت أمامها و أحاطها  الضوء المتسلل من شقوق السحاب ، قوام ناعم بشامات مرمية بلا نظام على جسدها ، فوضوية هي بكل تفاصيلها ، رقبة طويلة و ثديان صغيران ناعمان بريئان كابتسامتها ، حلمتان بلون القهوة الخفيفة التي أظنني  بعد هذا المشهد سأدمنها…

عادت لتقف أمامي و تحيط وجهي بيديها و تطيل النظر بعيني ، عيناها غريبتان ، لون كستنائي كغالبية بنات وطني ، لكن بسحر غريب ، عميقتان و مدهشتان ، كأنما تخفيان وراء بريقهما سرا …

أشرت عليها بالجلوس ، تمددت و تمددت لأغوص بصدرها ، قبلته و لعقت كل شبر به  الى أن انتصب ، .. كنت أمص الحلمة  وأعيد الكرة و صدرها يعلو وينخفض لتقربه الي اكثر …. نزلت اكثر ليعلو شبقها اكثر  ، ادركته دافئا نديّا ، أغمضت عيناها و قضمت شفتها السفلى وغرزت أظافرها بكتفيّ أكثر…تسارع لهاثها و أناتها ، صوتها المشوب ببحّة خفيفة جدير بأن يرسلني الى القمة … ضغطت بيدي بقوة على فخذيها لأثبّتهما ، و أجوب بلساني بقاعها المقدسة …

شقية هي دفعتني لتحتل مكاني ، مارست كل طقوس جنونها لتصل لمكمن لذتي ، اطلقت يديها مداعبتين ، تسرع و تبطئ ، تضغط عليه و تحرره  ، حررت جنوني  ، مسكت شعرها بقوة ووجهتها نحوه ، تذوقته و بللته بريقها ، الى أن حررت سكان مدينته … قذفت بفمها ، لم أسألها ان كانت ستقبل ، لكنها ضحكت و هي تمسح ما طال وجنتيها ، ضحكت   وصرخت :”أمجنون انت؟”

لم أكن أعي بما أجيب ، لم أعلم أني بهذا الجنون قبل مجيئها … لكني ندمت على عدم احضاري لقارورة النبيذ ، ذات العشر سنوات …

 مسحنا عن الفراش ما سببته أجسادنا من فوضى و احتضنتها بقوة ، لم أجد الكلمات و لا هي ، غلبها النعاس و خذلها جسدها النحيل فنامت بسرعة ، استفاقت على موسيقى هاتفها وأمها المتصلة تسأل عن موعد عودتها …