رفيف حمام حبيس / رجاء ناطور
|رجاء ناطور|
كما يسكتُ الحمامُ سكتت امي
وَكسنونو وَفي طردَهُ غُرباء من طينِ السقفِ
في صدرها ناحت، حبست فيه سرب نساء، سرب جوع ونخلةَ كانت تعرفها
على مهلِ صعدت سلمَ الصمتِ،
على مهلِ كأن في اخرهِ عنبا، سماء وربا!
وعادت كَموسى من عندِ ربِها مع اسمِ الله الأعظمِ، ” لبيك رجُلي”!
على مهلِ انصدعت، تشققت وانكسرت
على مهلِ كما يتمهلُ الدمُ على شفةِ الجرحِ، في صدرها نزفت
انا ابنتها الوُسطى التي لم تر الدمَ يعدو حتى يصلَ نومها
انا ابنتها التي لم تملك حلما واحدا لا ينتهي بسماءِ مشنوقةِ
انا ابنتها التي تكرهها كما تكره أمرأه حنينها الذي لا يشيخُ ولا تجعدهُ سنوات التدخينِ!
انا ابنتها التي لم تجد مِنديلا يتسع الدم، الشارع والقاتل معا!
انا ابنتها التي قُربها كنت أما لموتها وموتي موتنا معا!
لم يكن جاؤوا أولا من اجلِ المرآة، أحمر الشفاه، قرط السرة والخاصرة الجائعة للشارع
وعادوا بعدها ليأخذوك، ليأخذوني ..ليأخذونا
لا!
الرجل الذي بولَ في صلاتكِ وأولاده الكثيرونَ كالله
جاؤوا دفعة واحدة كصفعة واحدة، كطلقة واحدة كنار واحدة
أحرقونا ..
كما في كل حلم، تمنيت ان تنقذني ساقايَّ
وان انجو وبيديَّ احمرُ الشفاهِ والمرآة ِ
لا لشيء سوى لأرسم المحرقة وفميَّ من جديد