كلكم لي.. / صاحبة الفرج المصقول

اللوحة للفنان : أوبري بيردسلي

سأمرّ عليكم وأنتم مرميون في شوارع حزنكم وألملمكم كاللقطاء والمفجوعين وأتجول في حقول أذهانكم حيث ارتميتم، وأحملكم فوق ظهري كأنكم أكياس ترابٍ ثقيلة وآخذكم إليّ، إلى بيتي، إلى عالمي، إلى الكشك الذي أشتري منه سجائري، إلى المطعم الذي أتناول فيه حسائي لأضاجعكم في أمكنتي فوق الطاولة التي أدفع عليها البقشيش وقبالة المرآة التي تُظهر لي نفسي كلّ يوم، على الرصيف الذي أقطعه مجيئاً وذهاباً إليكم، في الحانة التي يطردني الصباح منها، وأستخدم الوسادة التي أنام عليها كي أرفع حوضي، وأفتح ساقيّ لكم وأجعلكم تغبّون منّي الحياة.

كلكم لي،  لن تعرفوا كفان تضخان اللزوجة فوق القضيب ككفاي، ولن يحصل أن تداعب قمّة لسانٌ بألفةٍ كما لساني،  ولن تذكروا يوماً أنّ نهداً قد يُحتوى في لقمةٍ واحدة كنهدي، وستتذكرون ذاك البكاء الذي يُشبه القذف والذي بكيتموه في رحمي.

وأنتم معي تعضّون حين يطلب العالم منكم أن تُقبّلوا، وتزأرون حين يطلب العالم منكم أن تتأوهوا ،وأنا أشدّ عُريكًم إليّ لتأتوا بأوساخكم متشجئين، لتأتوا بشعوركم النابتة، ولعابكم السيّال تهدجون في مشية لا يهم كيف تكون،  وتدفنون رؤوسكم بين ساقيّ باصقين مع لعابكم كلّ الأكاذيب، تدفنون وجوهكم عميقاً وأضمّ ساقاي أحبسُ ملامحكم فيّ، تلعقون كما تمنيتم، بكل مساحة اللسان دون أن أُخرسكم، تهزّون رؤوسكم فوق فرجي، وتشربون من ينابيعي دون أن أضحكَ من ظمأكم، وتعبثون بأصابعكم فيّ دون أن أقصُصها، وأترككم في دِفئي تنمون ببطء كبذرة.

 لتذهبوا بعدي إلى عشيقاتكم ،حاملين وروداً، متحسّرين على بظري المُزهر الذي تفتّح يوماً بين شفاهكم، وهناك في مكاتبكم، كلّما وقعتم ورقةً تذكّرتم القضيب الذي أحتويه بفمي أغسلُ عنه أعباءه، لترتجف أقلامكم، وتطرقوا أبواب أمهاتكم اللاتي تطبخن لكم وجباتٍ باللحم والدسم، لتذكروا مع كل لقمةٍ لحم بطني المفروش أمامكم الذي لم تنقروا منه اللذة كعصافير بل التهمتموها، وسُرّتي التي قرضتموها بين أسنانكم ككرة سكّر.

بعدها، تضعون خواتم ملساء في أصابع زوجاتكم، لتذكروا متألمين فرجي المصقول الملتمع الذي انزلقتم في ضوئه بكل عتمتكم، دون أن تتكوّروا أو تضمُّوا سواعدكم إلى أجسادكم.

فيه.. انزلقتم على أقصاكم كورقة لم تُطوى.

كلكم لي.. كلكم.. فاشردوا في شوارع حزنكم..