أير الغريب / نيران الطرابلسي

| نيران الطرابلسي |

الساعة تجاوزت منتصف الليل ولا أحد في البيت سوى أنا وأبي و قطط الجيران..

إذا..!

إذا أير من هذا المنتصب بين يدي؟

هل أرسله اللّه كهديّة على كلّ هذه الأيام العجاف؟

هل نسيَ أحدهم أيره هنا فانتصب لرؤية جسدي عاريا؟

لكن ما عدا أبي  لا رجل يدخل منزلنا المقدس..!

فحين مددت يدي في الظلام لأتشبث برغبتي في الإستمناء.. وقعت فورا على هذا الأير..

لا.. لا شيء يثبت شيئا هنا.. سوى الظلام.. والمزيد من الظلام.. كرضيع جائع يتشبث بثديّ أمه تشبثت به بيديّ   وأسناني.. كنت خائفة أن يضيع منّي و يبتلعه الظلام.. ولا أجده.. و لا أملك القوة لأبحث عن أير أخر..

كلّ هذه النار التي تحرق بعضي و تأكل بعضي الآخر لا يمكن رؤيتها.. ولا إثبات وجودها من عدمها.. فقط الإستمتاع بدفئها..!

وبينما الظلام يبتلعني تستمرّ الأرض في فرض رغبتها.. و التحرّر من كلّ المحرّمات و الممنوعات..

إقتربت حذرة من الآير ساجدة شاكرة اللّه على هذه الهديّة التي لم أفكر في طلبها..

كدّت أن أقتلعه من مكانه و أنا أمرّره بين أسناني.. كانت لديّ رغبة في ابتلاعه و تقيؤ كلّ منيّه الذي أظنّ بأنه يكفي كلّ النساء الوحيدات مثلي.. الذين لا يطلبن سوى الظلام لممارسة الإستمناء و أن الآيور أخر ما قد يطلبن لفقرهنّ..

لكنّ جسد هذا الغريب لم يتحرّك.. ولم يصدر صوتا واحدا.. مرّرت أسناني على أيره و قضمته بكلّ قوتي.. إلا أنه لم يصدر ولا تأوه واحد.. فقط شعرت بيدين تمسكاني من شعري بقوة وبحرارة لعابه وهو يسيل من حلمتيّ..

يدين وأير و لسان كلّ ما تحتاجه المرأة.. لا تريد أسماء.. ولا صور.. و لا ذكرى.. فقط المتعة..

فقط الظلام هنا.. و يدين و لسان و أير و ماء يسيل من كلّ ثقب في جسدي.. كنت أشعر بحرارة الجمر اللاهث في الثلج ينحت ظلمة الشهوة اللامحدودة..

تثلث جسدي.. وتربع الظلام المثير لفاجعة الرؤية.. واستسلمت للنشوة..

كنت خارج الزمان..

خارج الحلم..

خارج الإنفلات..

خارج المعتقدات..

خارج الفراغ..

الدماء تسيل من بطني.. فخذيّ.. كتفي.. يدي.. ومن أصابعي..!

الماء يسيل من أنفي.. أذني.. فمي.. سرتي.. ومن فرجي..

صار الظلام بركة دم وسط بحر من إفرازاتنا..

….

حدث كلّ هذا و عينيّ محدقتان في الظلام.. في الفراغ.. و جسدي يلهث و يصرخ وحده.. يحاول أن يطاول الوقت..

لم أسمع سوى تآوهاتي و صراخي..  لكنّي أحسست بوجوده.. أحسست بكلّ شيء.. كل شيء..

بطعم مرارة أيره  أوّل ما أدخلته في فمي..

بضيق فرجي و بصعوبة دخوله اول الأمر.. بأصابعه وهي تدخل في دبري..

بحرارة جسده.. بأيره يحفر جسدي..

كان كلّ شيء كحلم خارج من حلم..

وما إن أغمضت عيّني استسلمت للموت.. ولم أستيقظ إلا على صوت طرقات متتالية عنيفة لباب البيت..

رميت الفستان على جسدي و خرجت متكاسلة..

_ أنا واقفة منذ أكثر من ساعة.. يداي تورمت من طرق الباب.. وأنت واباك نائمان لا يشغل بالكم شيء..

_كنت نائمة.. أسفة أمي

_وما كلّ هذه الندوب التي بجسدك.. إنك تنزفين..!

_آه..!

نظرت إلى جسدي مرتعبة.. “” إذا حدث حقا كلّ ذلك””

_القطط أمي.. قطط الجيران..!