تحويرات طفيفة على نهار يومي / عمّار المأمون

تحويرات طفيفة على نهار يومي:

|عمّار المأمون|

 اللوحة: Bondage Wings by Arobst

تمتلك جدتي عادة غريبة بتناول الحمّص المطحون صباحاً، هي مصابة بالشلل الارتجافي، انتقل المرض إلى أسرتي بالوراثة، أنا على يقين بأني سأبدأ بالنسيان بعد سن الخمسين، حينها لن أستطيع الاستمناء بصورة ملائمة، سأفقد كل ذاكرتي الصورية القادرة على منحي الانتصاب.

أحاول أن أجد حلاً لذاكرتي المرضيّة في المستقبل، على كل صورة\جسد\التواءة أن تترك ندبة، الندبة لن تجعلني أنسى، سأنتصب في سن الخمسين حين أعيد تلمس الجرح،  كلما أمعنت في استخدام أظافري لجعله ينزف سيزداد تدفق الدماء في قضيبي.

تهترئ أسنان جدتي من الاصطكاك اللاإرادي المصابة به، تهترئ تلافيف دماغي إثر اصطكاكها الدائم مع الورقة البيضاء.

حساسية جسدي للماء البارد أًصبحت أقل، أظن أني في الخمسين سأتمكن من النوم على قطعة جليد دون أن أشعر بالبرد.

……

لم أعد قادر على تذكر وجه أحد، الأوجه أصبحت ملامح ضبابية، أصدقاء لي أمضيت معهم  سنوات لم تعد أوجههم موجودة، أحاول النظر إلى صورهم فيبدون كالغرباء. يبدون أكثر قبحاً، لا أظن أني قادر على حفظ وجه أحد ما، حتى ملامحي الخاصة تبدو غريبة عني، أتمنى التحول إلى طاغية كي أحافظ على شكل ثابت لتكويني، علّ تماثيلي تحافظ على وجهي.

وجه الطاغية لا يمكن نسيانه.

……

هناك نوع من الأفلام الإباحية يجعلك تشعر بالحزن، الجنس الفموي يصبح معيباً حينها، ملاءات نظيفة، موسيقا جيدة، أجساد متسقة، أتقمص دور المخرج وأًصرخ بالممثلة : ( لا تفعلي ذلك، فقط قبليه من فمه)، لا يوجد جوارب مثقوبة في هذا النوع من الفانتازيات.

تنويه: كل الممثلات في هذا الفيلم تجاوزن الثامنة عشرة.

تنويه 2: كل عاهرات هذه المدينة لم يكتشفن شعراء أمريكا اللاتينية بعد.

……

أتمنى أن أكون قادراً على إحراق أحد المسارح، لا لأي صيغة شعرية ولا تشبهاً بأي إمبراطور، مشاهدة حريق مسرح أكثر إمتاعاً من مشاهدة لى الممثلين في دمشق، أو لتكن مجزرة، فلنقم بعملية ذبح جماعي و نوزع إثرها أشلاء الممثلين على الجمهور، أرغب بجمع سلسلة من أيدي الممثلين وتحويلها إلى حمّالات للكؤوس.

……

أصبح منزلي يحوي مساحات فارغة ، تفاصيل فجأة تحولت إلى عبء زائد، معالم كانت تعني لأحدهم شيئاً أصبحت خرداوات.

……

أتمنى لو أكون ذو بنية عضلية أكثر قوة، أن أمسك كلبا من فكيه و أحطمهما و أنا أسمع أنينه، ثم أضحك لأنه سيحيا بفك واحد، لا أعلم إن كان سيموت أم لا لكنه سبب الرعب لأحدهم، خدش مطالع العروق في يديه، أحاول أن أحرر الفراشات في معدتي و تجاهل نباح الكلب الذي أتمنى أن أقتله، لا داعي للشفقة مع الوحوش، وخصوصاً حين  ترتكب الأخيرة مجزرة :

 جرح واحد يساوي مجزرة.

ليلة صيفِ لا تشبه وجهاً.

……

أحلم أحياناً بأن أمتلك شعاع ليزر خارق.

 أنا في الباص، أتأمل الشارع، أطلق الليزر على بعض المارّة وأشطر بعضهم نصفين، البعض أشطر ساقه، ربع وجهه، أو أحاول إعادة تنسيق وجه فتاة قبيحة، أو أستخدمه لأعيد الرشاقة لأحد البدناء، أفكر أحياناً بتوجيه الليزر إلى نفسي، كأن أقطع أصبعاً من قدمي، أو أكون دقيقاً بدرجة أن أقلم به ذقني، أنسى هذا الحلم و أوجهه نحو كتلة من الناس على مدخل الجامعة علهم يتحولون لمورتديلا طازجة.

……

هناك اختلاف كبير بين الواثقة من جسدها و موقفها من الجسد\الآخر و بين الحمقاء، العاهرة لا  تستحي إن أغوت احدهم بلمس قضيبه بقدمها، تمارس فعلها  للأقصى، قادرة على مضاجعة قطيع من رجال و ثلاثة نساء دون أن تهتزّ يدها التي تمسك كأس الويسكي، الحمقاء تنظر حولها مراراً إن لامست مؤخرتها الجدار فقط.

كنّ خونة…كسالومي…إن أغويتن ..أثرن الفتنة و تسببن بقطع رأس نبي..

إن رميتن بشرر …فأحرقن مدينة أو حتى معبد .

دون ذلك…الأفلام الإباحية يمكن تناقلها عبر الهواتف النقّالة

……

في أول يوم من نسيان أردد عبارة أليوت ببلاهة : ( نيسان أقسى الشهور..)