أرافقُ المجانين الى عقولهم \ فيوليت أبو الجلد
| فيوليت أبو الجلد |
من كتاب: أرافقُ المجانين الى عقولهم
-1-
لا أحد يملأ العمر بالفاكهة ،
سلال الجسد من قشّ العابرين.
يتسربون من صورنا المزخرفة بضحكاتهم،
من زركشات أيديهم حول أكتافنا.
من أصواتنا حين لا يُنادى علينا ،
حين لا نكون على بال أحد .
-2-
في الأحمر القاني
امرأة ترفع اعترافات الساجدين سرا
الى حرّاس الجبال ، الى نسّاك الوديان.
تطارد بالرقص نحاس الحقول ،
تنحني ، يسيل من غرّتها العقيق،
تتشكل على صدرها قلادة ،
يا للحجر الكريم!
في الأحمر القاني
امرأة شبكت شعرها بشجن خفيّ،
صنعت من الخيانات تنانير واسعة تلاعبها الريح،
شدّت خصرها بالندم
لينبت عند قدميها الحب
عقابا للساجدين.
-3-
الخادم الأمين قدّم العشاء في زاوية القبو المعتمة ،
رائحة الخرافات تتسرّب من سلسلة الرسوم المصوّرة.
على غلاف إحدى المجلات صورة لراقصة شهيرة ،
غبار كثيف على فضائح نضرة.
ما زلتُ أضيء الشموع كمشعوذة مسنّة،
أعشق الأقبية الرطبة
والصناديق المقفلة على الماضي.
ما زال الندم يرمي أحجاره من النافذة غير النافذة.
الخادم الأمين يقدّم العشاء
كراقصة تحنّ الى فضيحة فيها رائحة شواء
لقلوب عاجزة.
سكاكين الحب الحادّة تتململ بأسى
على طاولة جائعة.
-4-
على باب الكنيسة كنيسة أكبر ،
إله يطلب العون من رهبان خطأة،
من راهبات بفساتين فضفاضة وحواجب ضيقة.
على باب البيت بيوت أكثر،
على باب الحانة حانة أوسع،
للعتبة علاقة هشة بالداخل.
لا تلوّح للعائد ، لا للذاهب،
لا تقرع جرسا ، لا تفتح بابا يُقرع.
على مفاصل الأسئلة الحادة
كن نوبة صرع في رأس الخيبة ،
تقلّص مثل نصّ على باب نَصّ أوجع.