فانكحوا ما شئتم(1)
|الروض العاطر في نزهة الخاطر|
الحمد للّه الذي جعل اللّذة الكبرى في فروج النّساء وجعلها للنّساء في أيور الرّجال فلا يرتـاح الفرج ولا يهدأ ولا يقرّ له قرار إلاّ إذا دخله الأير، فإذا اتصل هذا بهذا وقع بينهما الكفاح والنّطاح وشديد القتال وقربت الشهوتان بالتقاء العانتَين وأخذ الأير في الدك والمرأة في الهزّ، بذلك يقع الإنزال، وجعل لذّة التقبيل في الفم والوجنتين والرقبة والضّمّ إلى الصدر ومص الشفة الطّرية مما يُقوّي الأير في الحال؛ الحكيم الذي زيّن بحكمته صور صدور النساء بالنهود والرقبة بالقبلة والوجنَتَين بالحرص والدّلال وجعل لهنّ عيوناً غانجات وأشفاراً ماضيات كالسيوف الصقال وجعل لهن بطوناً معتقدات وزينهن بالصورة العجيبة والأعكان والأخصار والأرداف الثقال، وأمد الأفخاذ من تحت ذلك وجعل بينهن خلقة هائلة تُشبّه برأس الأسد في العرض إذا كان ملجما ويُسمّى الفرج فكم من واحد مات عليه حسرةً وتأسفاً من الأبطال وجعل له فماً ولساناً وشفتين شبه وطأ الغزال في الرّمال، ثم أقام ذلك كلّه على ساريتين عجيبتين بقدرته وحكمته ليستا بقصار ولا بطوال وزين ذلك السواري بالرّكبة والغرّة واللقب والعرقوب والكعب والخلخال أغمسهن في بحر البهاء والسلوان والمسرة بالملابس الحقيقية والمحزم البهي والمبسم الشهي سبحانه من كبير متعال القاهر الذي قهر الرجال بمحبتهن والإستكان إليهن والارتكان، ومنهن العشرة وفيهن الرّاحة وبهنّ الإقامة والانتقال المذل الذي أذلّ قلوب العاشقين بالفرقة وأحرق أكبادهم بنار الوجد والهوان والمسكنة والخضوع شوقاً إلى الوصال، أحمده حمد عبد ليس له عن محبّة الناعمات مروغ ولا عن جماعهنّ بدلاً ولا نقلةً ولا انفصال، وأشهد أن لا اله إلا اللّه وحده لا شريك له شهادة أدّخرها ليوم الانتقال وأشهد أن سيّدنا ونبيّنا ومولانا محمد عبده ورسوله سيّد المرسلين صلى اللّه عليه وعلى آله وصحبه صلاةً وسلاماً أدخرهما ليوم السؤال وعند ملاقاة الأهوال .
من كتاب :”الإسلام والضحك” اختارها وقدم لها زياد عبد اللة – دار المتوسط-2018