الماغما/ عماد الأحمد

 

|  عماد الأحمد |

 كان يمتص الوقت من حلمة تلك الساعة التي التصقت بالجدار كحاجبه والمقسمة اثنتي عشرة قطعة بطيئة العدو سيئة النية في الإفصاح عما يتكاثر من نمل الخديعة واللانهاية في جحورها الاثني عشر.

دقت الثانية عشرة الساعة على نقي عظامه فاستفاق من نومه/ الهرب..كان بين جلده واللحم نحل شرس لاك رحيق هدوئه ولم يتمخض عن عسل …

 “ما الوقت المقامر” قال للحيته النابتة كعشب مدهوس بكعب بندقية البلوغ ..”ما الانتظار/ العاهرة الفاتحة رجليها على عيني النار ” ..أردف

دق كعب حذائها/ المؤامرة على ترقوة الدرج ..آلمه الصوت الدق ..نكّس الدرج حيلة عيونه ثم أدارها للأعلى كي تتماهى مع ما يعرق بين فخذين لاهثين على درجاته …وقفت عند الباب.. أصلحت من وضع صدريتها الموبوءة بداء الرخاوة الموروث من تواطؤ أصابع مراهقة أمام فضة المرآة/ البئر ..عادتها هكذا …أن تترك الصدرية للريح فيقفل الشكل على مفتاح النظر ..وتحرك الشهوة/ الملعقة طاجن التشهي والموت والخوف والحرارة بين الخصيتين اللوزيتين .. الأختين اللتين تسكنان كيسا وتفران منه عند الحاجة ..العينين اللتين تتفرسان بغابة العجان المتعرق عند الرهز وتطرقان على الباب الثاني للجسد/ المتعة …

دقت إيمي/ الآسيا الضيقة العينين على جلد الباب …قفز قط عديم التهذيب إلى صدره وعاث فساداً في بكرات العروق وغرف الهواء المرتبة …

 “أنا إيمي” قالت بإنكليزية نائمة على عكاز الشهوة والتمثيل غير البريء الذي تدعيه كتفاها …

 ” أنا يدا المساج الذي طلبت البارحة على الهاتف من أورسولا ..اخلع ..”

جلجلت الكلمة الإلهية – التي طنت مرة في صيوان أذن نبي بعصا مخادعة – في أذنه

خلع ما تدبرته الموضة وتطاحن الطبقات للجسد..لبس ما تدبرته اليد الإلهية التي ألصقت – كما يقال في حيلة اللامرئي واللامعلوم الذي غدا معلوما بطريقة ما – هذا الثوب الجلدي على الفخار المتصلصل يوما ما ..

 “لديك عدة صغيرة قد لا تنفعك في حرب العرق مع العرق المسيل على جسد سمح لجزء معلوم من جسد آخر أن يسكنه في جزء معلوم” قالت ..

 “وماذا سأفعل بعدة كبيرة مادامت الحرب والصلح المتتاليين بين الأجساد حرب عقول وتركيز لبداهات الغرائز الأولى في عقل الخصى والمبايض”

 “مسكين” قالت

 “ليست حرباً وليست عقولاً ما يحدث عند نكاح الأرواح للأرواح بمباركة الحرير والسكر المغلي والزنجبيل والله والتراب”

ترك سرير المساج اللغوي الذي رتبته قبل أن تفرغ على يديها لهفة الزيت المركب – النائم في علبته البلاستيكية ينتظر شاعراً ومدلكة ما ليفتحا مظروفه – وذهب إلى ظهر مكتبه وركّب على الورقة البيضاء رهطاً من المجازات المتخلعة

” عين الجلد لا يفقأ حدقتها جلد مزيت …من يفهم ما تكتب يا مخبول …”قال لنفسه ” غير مهم ..فالنص كعباد الشمس يدير رأسه لضوء الشمس النابع من عيني قارئ ..”

“اخلع كل ما ترتديه لماذا أبقيت السراويل القطنية الداخلية …”

أخلعَتهُ ما تريد لتلبسه النار النفّاذة من يديها الحريريتين المسلحتين بالزيت ذي الرائحة اللاذعة

جست نقاطاً محددة من جسده القاسي لم يكن يعرف أنها موجودة من قبل ..دلكت باطن فخذه فأكلته الشهوة ..كانت الأصابع الرشيقة كريشة كتابة تدون على جسده كتابات الزيت الملغزة ..مدت يدها إلى جحر الكون المتوتر كجذع شجرة ..فنزّ شهدا

رمت ضحكتها المكتومة على ظهره وتابعت ..تابعت ..كان يقطع طبقة من الأرض كلما تابعت ..حتى أحرقته الماغما ….فارتخى …