أمشط شعري كي أنهي الحياة / صهيب أيوب

 

| صهيب أيوب |

| Gustav Klimt, Old Woman |

أمشط شعري كأني أنهي الحياة. اترك للخصلات ان تتدلى فوق كتفّي مهزومة. لم أعد امرأة بثديين متكورين. ليس لدي أرداف ممتلئة. اترك للنافذة ان تموت. أنام وحيدة في فراشي. قليلاً ما اغتسل او امشي الى الدكان بلهفة الصبايا. لا شهوة لي على الاستيقاظ.

اخبرني نبيل اني اصبحت افضل حالاً منذ ان بدلت ادويتي. لا اصدقه. ولم علّي تصديقه. انا التي اتواطأ مع الشك. اعود الى كنبتي. امسد قدماي المتسختين. ابول فوقهما وانا اضحك بهستيرية عالية.

– هاهاهاها.

 انظر الى صور اولادي نوال ورامي وناديا. اقرر رميها. انهم قبيحون للغاية. ربما هذه القباحة مني. على الرغم من ادعائي دوماً انهم اكتسبوا هذه البشاعة من عمتهم الكريهة.

انا لن اموت على اي حال في هذين اليومين. ولم علي التفكير بذلك. لا تزال “باستا” الكزبرة موجودة في البراد وحبات الاكادينيا ايضاً. لدي بنّ يكفيني لأشهر وقطع حلقون وبسكويت “غندور” مستفة فوق رف المطبخ. لن آبه بهذا الصخب. سأخرج لاشتم أولاد جارتي الذين يبعصونني بأصابعهم الصغيرة كلما رأونني واقفة على الشرفة. يا ريتهم يبقونها لأطياز من سينيكونهم يوماً.

اصلاً لم علي الخروج. ماذا سأجد؟ سوى كلاسين الرجال المصفرة بسبب السماط وأصص زهر يابسة ووجوهاً حمقاء تافهة. لا سأبقى اتفرج على مسلسل سخيف وسأضرط. نعم الضراط جميل في المساءات الضحلة. ربما عليّ الاستحمام.

طيب!.

لأفترض اني استحممت. من سيعتني بهذه النظافة كلها ومن سيستمتع بها. انا؟

لا انا ابنة عرص.

لن استمتع بشيء كهذا. في هذا العمر يصبح الاحتفال بنصف فروج بروستد أكثر فرحاً من رائحة جسم نظيف. الخراء والوسخ اكثر تشويقاً. انه تذكير دائم اني بلغت سناً لم يعد بامكاني الانشراح لاسباب كهذه.

سأقبل دعوة الجمعية التي تزورني وتصف لي ممرضتها وضعيات النوم والاكل والانتظام بتناول الادوية الى حفلة سيقيمونها بعد ايام. علي ان افكر بفستان لائق. لماذا دوماً علّي التفكير؟.

طز. لن اذهب.

سأكتفي بسماع رنات الهاتف تتواصل بالرنين. وهم يتصلون بي يتفقدون توقيت قدومي. انا الشريرة التي ستجلس على كنبتها تمشط شعرها كأنها تنهي الحياة.

***