ترنيمةُ النيك/ ضياء البوسالمي

| ضياء البوسالمي |

 

لا..

لم يكن حلماً..

بل رهزاً متواتراً

أنتزعه من أقاصي قرات اللّذة

ينزل بشكله الغامض المريب

فتنبت أظافري التي أنشبها في ظهري حبيبي

ممدّدة أمامي كزورق في نهر هادئ

تمتصّني وتخفّف من حركاتي

وأنا..

أرتّل ترنيمة النيك

فيتشكّل تدريجيا إيقاع مبهم

يتّبع خطى حبات العرق المنهمرة

لا..

لم يكن حلماً..

بل كان نيكاً فوق هضبة الشهوة

المؤخّرة تتأرجح

الثقوب تتمطى

والأصابع تمتدّ الى خطوط حمراء محرّمة..

اللّهاث يُلهب الدم المتدفّق

وأصوات تتعالى

على وقع ارتطام اللّحم باللّحم..

لا..

لم يكن حلماً..

بل كان التهاماً

لذلك الضوء داخلنا

فنشعّ في وسط الغرفة

ونصلي لإله النيّك..

لا..

لم يكن حلماً..

بل طواف بالزبّ

ولعق للشفتين

وعناق بالألسن

وسعي بين الصدر والسرّة

لا..

لم يكن حلماً..

بل كان عزفاً منفردا

على جسدين ضئيلين

مضمّخين برائحة المني..

في قاع الجبّ اختبأنا

نرقب قدوم مخلّص لن يأتي..

لا..

لم يكن حلماً..

بل مشهدا مبهجا

يتلوى أمامي كأفعى بين أشواك المتعة

ومطرقة زبّي..

كان طرقا موجعاً

ففي ذروة الألم تنبجس اللّذة

لا..

لم يكن حلماً..

بل تحطيما لكل حاجز بيننا

وعناقا تتوجّه أنفاسنا الحارقة

كنا أربعة

نحن

وضوء الفجر

وذلك الشيء..

الذي لن أقدر على وصفه

يجذبني الى دهاليز اللّذة

ويستحثني على مواصلة النّيك..