أي إله يعيش في بروكلين?/ يحيى القوزي

| يحيى القوزي |

اللوحة: Brooklyn Bridge at night, 1909.Edward Willis Refield

لم اعرف ماذا يعني ان احب كثيرا قبل ان التق بك. و بعدما علمت معنى انني اعاقب نفسي على وجود الله الذي يحب ان يتنصت على محادثاتنا و انت تلقي برأسك على صدري و انا اقبل رائحة رأسك قبل غفوتي في بيروت. قديما عندما كنت في نيويورك كنت أتساءل ما إذا كانت بروكلين تحتوي على مركز إقتراع للانتخابات الإلهيّة كما يوجد في روما و السعودية و الأزهر، كنت حينها قد انتهيت من دراسة اللاهوت لمده ثلاث سنين و اقبلت على انهاء دراسة الطب.. و في طريق  عودتي الى باريس اعجبتني فكرة ان اكون إله لمتحف او ارض او بلد او ارث.. او ان اكون إلَهً بالمطلق! يومها اعلنت ترشيحي على مقعد رب السماوات و الأرض، ملجأ الأنظمه الأبويّه ومؤلف العقوبات العسكرية و الشرعية، الله ِ بعد تنحيه عن منصبه لأنه سئم من أفعال رجاله مغتصبي الأطفال وها أنا اكتب برنامج حملتي الانتخابية بعدما استمنيت و افرغت كل منيي الإلهي.

لو استطعت ان اكون الها كنت سوف اكتب اسمي على بطاطا و بطيخ و أجساد الأطفال. أخلق حربا بين شعوب الأرض وأجعل أغنياء المال أحرارا. آمر كل شعب بأن يعبدني بطريقة مختلفة لكي أحصل على الإطراء المتنوع دون ملل، ألعب بأرواح المؤمنين كما أشاء وأجعلهم يحمدونني ويشكرونني حتى وهم مرضى وسقمى و أنتظر العلماء ليكتشفوا دواء لهم فيحمدونني عليه… هكذا تصبح اللعبه شيقة أكثر.

و أحرّم لعق القضيب و الجنس بأنواعه عند البشر وأوظّف الملائكه في شركة بورن هاب.

وتبرز مجموعات  تنادي بإسمي و تقتل بإسمي و تفتح بلدان بإسمي.

كنت بنيت عرشا من حلوى الخطمي و نمت به كل الأوقات و جعلت جميع الأيام شتوية تحتفي بولادتي كل يوم. ولجعلتهم يبنون بيوتا لي مرصّعه بالأحجار تكلّف ملايين الدولارات. استعبد البشر، أمارس الساديّه على عبيدي واطلب منهم اعمالا صالحه كأن يريقوا الدم بإسمي.

وحتى لو يلقبونني بالرحيم ولكن علي من  وقت لأخر ان اباعد بين الطبقات الاجتماعية و اشجّع المجاعة.

وقد انزل للحياه الدنيا و اسكن في بروكلين لأنها مدينتي المفضّله. و متأكد ان لا احد سيقتلني او حتى يعرفني هناك! فاي إله يعيش في بروكلين؟!

و بعدها سوف أعطي الكثير ممن أصابهم الذهان صفة النبوّة هكذا سيقولون عني أشياء خلاّقة و يكتبوا الأشعار و التراتيل و الكتب المقدّسة بمخيله عميقة.

ترى كيف يتخيلوني و انا اجلس في سروالي الداخلي الملطخ بالمني، اتابع نتفلكس !ادخن المريخوانا واحتسي الخمر بشكل يشمئز له باخوس، ولا اكترث لهذا العالم البائس وهو يسبحني و يسجد لي. واتمني اجل اتمني ان لا يزعجني احد بالدعاء، لان ما اعطيتكم إياه (العقل) كفيل بان يكون من اسباب بؤسكم… ليل سعيد لا تزعجوني رجاء.

انا اله دائما، إن اردتم حقيقتي. لكني احب العيش. كالبشر. أحيانا..