قبل الذبول بلحظة/ ياسر السعدي

|قبل الذبول بلحظة|

|ياسر السعدي|

من سلسلة “خدش الحياء العام: انتصابات بوجه السلطة.”

1
أَن تَرقُصَ بَينَ الأَنفاسِ
أَن تَبحَثَ عَن أَجنِحَةٍ جَديدَةٍ
أَن تَسكَرَ قَبلَ أَن تُولَدَ
أَن تَنامَ مَعَ السُحُبِ في غَسَقٍ
أَن تَرى لَونَ السَماءِ كَوَتَرٍ فِي نَغمَةٍ
قصيدةً بِتَجاويفٍ صوفيةٍ
العِطرُ وِسادَةٌ والشَمسُ عَشيقَةٌ
المَوتُ أُحجيَةٌ لِلَمسِ
التَنَهُداتُ مَسرَحٌ هَشٌ مُتَقَطِعٌ
التَفاصيلُ لَيسَت مَلساء
تَذَوقِ النَسمَةِ يَأتي .
2
النِفاقُ يَنكَسِرُ حينَ الغَلَيانِ
الإشفاقُ تَعيسٌ غَيرُ بارِعٍ
سُهُولَةُ الخِداعِ عَذبَةٌ رَشيقَةٌ
الحِبرُ يُشبِهُ البِحارَ أَحياناً
مَوشُورٌ بَينَ اليَقَظَةِ والنَومِ
يَتَسِعُ لاحتوائِهِما فِي بَوابَة
المَسافاتُ والمُتَراجِحَاتُ ثَكلى
أبجَديةُ المَجدِ عَقيمَةٌ تَماماً
التَشَنُجُ يُغري بِالسُقوطِ .
3
الانهِماكُ فِي الاستِعادةِ يَنهَمِر
التَذَكُرُ نَشاطٌ أَخرقٌ
هُنا تَحبَلُ الذاكِرَةُ بِالفَتَياتِ
النُطقُ سَذاجَةٌ والتَهَكُمُ حَماقَةٌ
المَذابِحُ لَم تَكُن مَوجُودَةً
الهَذَيانُ أَصلٌ مُتقَنٌ للأشياءِ !
الإنذارُ مُستَحيل ,السَهَرُ خَديعة
العَبَقُ يُنتِجُ الحَيّزَ مُستَديراً .
4
غابَةُ النُقَطِ مَليئَةٌ بِالقَوافِلِ
العُبورُ لَيسَ حِكايَةً لِتُروى
الوقُوفُ لا يُشبِهُ الدَهشَةَ
يَتَجَاوَزُها دُونَ أَن يَقصِدَ ذَلكَ
السَديمُ يَتَعَرى مِنَ العَتمَةِ
الإطاراتُ تَتَكَسَرُ بِسُهُولَةٍ
الصَمتُ ضَياعٌ والصَخَبُ حَصادٌ
الامتِلاكُ اغتِصابٌ غَيرُ جَريءٍ
السُجُودُ تَعَبُدٌ غَيرُ مُشبَعٍ
الغَضَبُ لا يُخرسُ الهَواءَ
لَهُ سِماتٌ أُخرى مُتَطاوِلَةٌ
الخُرافَةُ تَحيى عَذراء .
5
السُطُورُ تَتَعَجرفُ لِتَهوي
لا تَدري مَا يُفعَلُ بِها
تَستَسلِمُ بِأَناقَةٍ فِي الوَجهِ
التَفَكُكُ قَدَرٌ ماجِنٌ يُنعَشُ
النّارُ تَتَسِعُ وتَتَلَوى على السَريرِ
الدُخَانُ لا يَعرِفُ السُكُونَ عِندَ قَذفِهِ
فِيهِ اجتِمَعُ الحُضورِ والغِيابِ
فِيهِ تَعَمَدَتِ الحُدودُ وتَجَلى السَرابُ
البُخُورُ أَضعَفُ مِن ذَاكَ الوَجهِ
يَنفَجِرُ السَهلُ بِجُنُونِ الأَعمِدَةِ
الأعمِدَةُ انتَصَبَت مِنَ العَمى
المُقَرنَصاتُ افتَعَلَها الهَودَجُ
الخَارِطَةُ تَتَوارى مُتَبَرِئَةً مِنَ الفَضِيلَةِ .
6
المَنطِقُ أُلعُوبَةٌ غَيرُ نافِعَةٍ
تَتَوَسَلُ الخُدودُ لِتَتَدَلى بَينَ الأصَابِعِ
الاحتِراقُ لا يَتَفَتَتُ ولا يَنحَدِر
الأعماقُ مَمزُوجَةٌ بِالتَهَورِ
التَمَسُحُ بِالبَقايا عَفَوِيٌ أَصيلٌ
الخُدودُ لَن تَبقى أَسيرةً لِلزِينَةِ
سَتَلتَقي عِندَ الضِفَةِ الغَريبَةِ
الجَهلُ مَدحٌ مُلائِمٌ لِلشُروقِ
إلقَاءُ التُحَفِ عَبقَريةٌ
ازدِهارُ الأثاثِ غَابَ فَجأةً !
7
تَنسُجُ القَوارِبُ مِنَ العُشبِ أُرجوحَةً
العَصفُ بِالأَشرِعَةِ مُتَوَحِدٌ مَعَ الأَظافِرِ
مُطَارَدَةُ النِهايةِ مُثقَلَةٌ بِالخَوفِ
مَرفُوضَةٌ حَتّى النِهايَةِ
الّلَوذُ بِالسَقفِ غَيرُ مُجدٍ
الطُيُورُ والأسماكُ تَتَشابَهُ جِداً
تَنجَحُ الأَقداحُ فِي إحداثِ الغُصُونِ
المُرُوجُ تَنجَحُ فِي اكتِشافِ بَواطِنِها
العَزفُ مَقرونٌ بِبَلاهَةِ الأيدي
المُزاحُ لَيسَ وَسِيلَةً لِتَخفيفِ المَوجِ
الهُرُوبُ كَالضَجَرِ لا يَستَحِقُ المُمَارَسَةَ .
8
الفُراقُ كَالسَفَرِ لا يَسرِقُ الأقلامَ
الثَوبُ ثَقيلٌ وتَكَاثُرُ الدَرَجاتِ مَوزونٌ
الهاجِسُ زِلزالٌ يَخرُجُ بِشَجاعَةٍ
الأعناقُ عَتَباتٌ طَويلةٌ مُتعِبَة
الامتِحانُ قُبحٌ مَرهُونٌ بِالطينِ
اعتِلاءُ الجَسَدِ يَهيمُ بِذاتِهِ
الصَدرُ كَهفٌ كَثيرُ الحَلَقاتِ
تَكسو بَعضَها مُرتَويَةً
مِنَ القِبَابِ المُتَمَرِدَةِ
الفَراشَةُ تَلهَثُ تَذرُفُ الّلونَ
تُشَطِبُ التِيهَ وتَجبُلُهُ بِالَولَهِ
القَواريرُ مُنَمَقَةٌ بِسَعيرٍ مُنطَفِئٍ
تَدورُ وتَدوخُ
تَرتَمي مُتَضَرِعَةً بِأَن تَتَبَعثَرَ مُجَدَداً
الشَجَرُ يَلهو على الرَعشَةِ .
9
الليلُ يَسجِنُ التَنوينَ والهَمزاتَ
بَراعِمٌ تَنبَعِثُ مِنَ الخَريفِ
المللُ يَجري إلى عَالَمِهِ لِيَنامَ هُناكَ
الإلتِفافُ حَولَ الشَعرَ مُكتَظٌ بِالمَنازِلِ
حُدوثُ الأماكِنِ غَيرُ مُتَكافِئٍ
الهُدوءُ لا يَعرِفُ إلّا النَصرَ
يُرهِقُهُ المَجالُ حِينَ نُزولِهِ
يُعَذِبُهُ نُضوجُ الخُطوطِ بِشِدَةٍ
عَبَثُ المُحاولاتِ يَنقَلِبُ لِيَتَجَذَرَ
تِمثالٌ يَتَوَرَدُ ويُرَوِجُ لِلسِرِ
الصِراعُ يَروقُ لِأَذرُعِهِ المُتَداخِلَةِ .
10
اللحمُ يَحتَوي عَلى انعِكاساتٍ سَريعةٍ
الجُروحُ تَنطَلِقُ وتَبرُقُ
الفُضولُ يَجعَلُ النُدوبَ لا تُختَزَلُ
التَمَهُلُ سَيفٌ ذو حَدَينِ يُراوِغُ
الرَحمُ كَلِماتٌ لا تَخرُجُ
الدَمعَةُ تَتَوَهَجُ بِدِفءٍ هَامِدٍ
الكُلُ يَتَحَقَق، العُتقُ مُهلِك !
الجِلدُ يَذهَبُ للاختِباءِ
الدَّمُ مُعجِزَةٌ تُعِيدُ الخَلاصَ
الهَلَعُ يُغَذي كُلَ الشَرايينِ
لِتَتَأَلَقَ حِينَ عَودةِ العيدِ
النَومُ يُكَدِّسُ المَلاحِمَ لِتَعودَ .