كلمة منسية تسمعها في حُلم / عمّار المأمون
|كلمة منسية تسمعها في حُلم|.
|عمّار المأمون|.
الصورة هي صفحة من منشور كان يوزّع سراً في فرنسا في القرن الثامن عشر يهزاً من الملكة ماري أنطوانيت بوصفها سحاقيّة، المنشور باسم ( القضيب الاصطناعي الملكي).
يَحمل المدينة على كتفيه، يضرب الأرض بكعب قَدمه، لا تطأ قَدمه الأرض كلها، يتخلل جسده الوجود، مخلوق الشغف يَخترق الجدران كرائحة، ليمسّ ذراتها، يتبعثر مع تبعثرها، ثم يشتدّ لحظةً، يَمنع سيلاً من أن يجرف غابةً، ثم يعود لهرولته،
صديقي، لا تُمت، بل ابق بدون معنىً،
ككلمة سمعناها في حلم ولا نذكرها.
…
صديقي، “كيف أحيا إذا لم أكن جميلاً” ؟
بكاء.
عضّة من بقرة بيضاء قبيحة في منتصف الظهر.
رائحة عرق أنثوي متعفن.
صديقي، ألم تمرّ ليالي الصبا بعد ؟
…
متشابهاتٌ في كل مكان، مُتحذلقات، يَدعين الاهتمام بترهاتك عن حلمك بأن تكون شجاعاً.
صديقي، الأبطال أكثر تهوراً، لا يؤمنون بالشعر، لغتهم مدنّسة لإيمانهم بالفضيلة .
…
في الحي اللاتيني،
لوحة بعنوان ” الزنجي السعيد”، يمر العشاق مع شقراواتهم مسرعين لشرب القهوة،
في الحي اللاتيني،
الجميع شعراء.
الأشقر شاعر، الأصهب شاعر، العربي شاعر، أمي شاعر، عقب السيجارة شاعر، النادل شاعر، سائق الأجرة الذي يتأمل ثياب أحداهن الداخلية شاعر،
“الزنجي السعيد” مازال معلقاً في الهواء، نرى رأسه فقط، أرغب بأن أن أمشي في الحي الذي اعتدت أن أرتاده مع عشيقات قبيحات وأرى لوحة،
“الطاغية السعيد”، أمرّ وأرى رأسه فقط.
…
جِسر فوق مقبرة، تتجول قطط بين القبور، ثم يمر قطار يبدأ من أسفل كعب الدماغ لينتهي بفخذٍ أبيض ينتفض أمامي.
أَذكرُ مرةً أن جدتي اختلقت كائناً من ثلاثة أحرف، كانت تخيفنا به بحجة أنه يلتهم الأطفال.
لا قبور لأطفال في المقبرة تحت الجسر.
جدتي ذاتها كانت تكره ناظم حكمت، تقول أنه شيوعي، ثم تلفت نحوي و تصرخ: “أَحرقتُ كُتب أخي كُلها في بحيرة الدار القديمة، بقيت المياه بطعم الفحم لأشهر”.
أَكره ناظم حكمت، أحب المياه عذبة، كمقبرة بدون أطفال وقطة تمشي بين القبور.
…
صديقي شاعرٌ بدين، أَحبّ إحداهنٌ بأسنانٍ ملتوية، كتب فيها ثلاث دواوين.
ما زال صديقي بديناً
مازالت أسنانها ملتوية،
شعره سيء، لكن الحكاية أَجمل،
أِحكي قصة حبٍّ، لا تَعِشها،
الحكايةُ تنتصر دوماً، التدوين يجعلك أكثر فشلاً في الكتابة .
…
في “نادي الشعراء” أجلس دون أن أفهم كلمة، حتى موسيقا الشعر أكذوبة، الشعر بدون لغة يعني أن تستمني وحيداً أمام جدار.
في “نادي الشعراء” رقصت مع امرأة ذات إبهام خشبي، لَعقتُ النبيذ من على قمته، ضربت كأسها بكأسي، هَمستْ شِعراً، لم أفهم ، همستُ شِعراً، لم تَفهم، مَهرجانٌ من النبيذ الفرنسي والجدران ، فجأة سمعتُ كلامً مألوفاً ” عندما كنت أطفو في تلك الأنهار اللامبالية، لم أعد أشعر أني منقاد من قبل قادة المراكب…” رددّت النهاية التي أعرفها، ضَحكت ذات الإبهام الخشبي، قالت :
” الجسد اللحمُ حزين، وللأسف، قد قرأت الكتب كلها،
هرباً، هرباً بعيداً، لكن، أرى الطيور و وكأنها سكارى بين الزبد المجهول والسماء، بل حتى عيونها، خالية من بريق حدائق قديمة.”
….
أَحزن أني نسيت رباعيات عمر الخيام في منزلي، البعض هنا يظنه عربي.
أحزن أني نسيت “أغنية إلى نفسي” لوالت وايتمان، البعض هنا لا يعرفه.
…
- هل سبق لك أن أحببت امرأة قبيحة ؟
- ستحبك فوراً، حتى لو لو تستطع جرّك إلى السرير.
…
- هناك ستتعرف إلى حبيبتي .؟
- لم تقول لي هذا.؟
- أعرفك..
- “أصمت”
- نِيكها، لكن لا تجعلها تقع في حبك.
- وإن فعلت الاثنين..؟
- ….نشرب نخباً.
…
- هل سبق لك أن رأيت غجرية .؟
- نعم صديقتي تحلم بأن تكون واحدة.
- لا ، غجرية حقيقية ؟
- لا.!
- هن قبيحات، ما تتخيله محض تفاهة، الغجريات بدون أسنان وذوات شعر عانة كثيف.
…
روماني بدون أسنان، أوقفني، صرَخ، تأمّلته، أخرج من محفظته صورة له و لشاوشيسكو، ثم نفخ صدره، أخرجت سيجارة و اأعطيته إياها، ابتسم، ربّت على كتفي ومضى.
الكثير ممن أعرفهم لن يجدوا من يعطيهم سيجارة.
…
- خذ صديقتي، أنت عربي، “ذبّك” كبير، اليوم عيد ميلادها، سَتُسعد معك.
- ….
“أِلمس الشاشة”
…
أّلوكُ بضعة أجساد كل شهر، كي أجد ذاكرة أتحدث عنها، القليل من الدماء، مناسبة لقصة مع بعض السكارى، الكثير منها، تصلح للكتابة.
أضرب كأسك، وتأمل شاذتين تقبّلان بعضهما البعض.
…
ما بين علامتي تنصيص اقتباسات من شعراء وأفلام لا وقت لذكرهم.