هلوسات\ أسمى العطاونة
| أسمى العطاونة |
رائحة كريهة للأدوية
تختلط برائحة لسائل يسكب لتعقيم مرافق الحمامات
بقايا قمع سيجارة، طفح بها الكأس البلاستيكي
المملوء لنصفه بالماء
أحاول إشعال ما تبقى منها بصعوبة
أعود للصالة الصغيرة
حيث ننحشر كعادتنا
كدجاج المزارع يزج بنا في الأقفاص
ضوء النيون الأبيض
يرهق ارتخاء جفوننا
ماركو يميل برأسه مع تمايل الأشجار
يلقي بكِسر من الخبز من النافذة
وبول يجوب أرجاء الغرفة مسرعا
محاولا الهروب من ظله
ونتالي تتحدث إلى الدمية
النوافذ مغلقة بإحكام
والحمامات مراقبة
اللوح الصغير الأصفر يحذرنا من خطر الإنزلاق
والممرضات البائسات
يتربصن بنا غير آبهات
بقصصنا
يحدقن في صمت بآلمنا
أتربع في الزاوية
أذرعي ربطنها
بقماش
لففنه
من خلف ظهري
بعد كل المحاولات الفاشلة
لانتزاع روحي
الغرف موصدة أبوابها
وصراخ نتالي يدوي في الأرجاء من الألم
أرفع بأطراف أصابع قدماي عاليا
لأراها
يقفن من خلف الباب
يزحن بجسدي
يسارعن
بغرس أظافرهن الكبيرة
في لحمها المكشوف
الساعة السادسة والنصف مساء
العشاء جاهز
نتجه نحو الطاولات البلاستكية
بهدوء
يرافقنا الضجر
الكؤوس الزجاجية ممنوعة في الغرف
والسكاكين والملاعق من خشب
كسر من القلب يابسة كخبز عتيق
أغمسها في الكوب البلاستيكي
أراقب ذوبانها في صمت
القسوة تكمن في القلب المسامح
واللعنة تكمن في رجاء الأمل
أعود للسرير
أتربع في زاويته كالعادة
أنقش وجهك على الحائط المقشر
أضمه بيدي
أقبل شفتيك
أركض بالممرات أبحث في وجوه الزائرين
علني أراك
تقترب
من قلبي
وتنصت إلى عويله
الوقت تأخر
والأيام في المصح
تتشابه وجوهها
تمر ببطء
وغيابك ينفطر له القلب
نعود للأسرة
تمر الممرضات بصوان ثبتت على عجلات
يقدمن لنا شرابا دافئا، نتجرعه مع حبة دواء تخدر هلوساتنا
جفوني مثقلة
وحلمي
يقف
خلف السور
الحزن
يهشم
عظامه
يعتصرها
ويخنقها بلفة أذرعه
كاللفة من قماش ربطت في خلف ظهري
تمنعني من استعجال الموت
ومن احتضانك إن أتيت
……..