عندما لا أكون في الهواء رنا التونسي

|رنا التونسي |

 80

أعرف أن مرآة جسدي

 ليست فقط مبعثاً للشهوات

 لكنها أيضا مبعث للرعب.

 لم أنظر كثيرا إلى جسدي

  تعانقني عيني

 معانقة خاطفة أحيانا

 و أحيانا أخرى

 ينتابني هوس السقوط.

 أرى نفسي عالقة

أسقط من الحافلة

من النافذة

وأنا أستكمل حديثا مقطوعا مع أمي

أبقى دوما على علاقة بالحلم

كل ما يهم هو

من يقف على الرصيف المواجه لبيتك

ومن يفتح لك بوابة الخروج

صباح الخير المجرد

الدوام الكامل لصيرورة الوحدة

من أيضا سيمكنك اعتباره صديقك فيما بعد.

علقت جسدي مرارا على بوابات حميمة

غادرتني الأماكن صغيرة..

تمارين الخروج

لكل مكان ذكرى قريبة إلى قلبي

 لذلك تجدني لا أدخله من جديد

كانت هناك خيوط تلمع من الحكايات

وأحباء.. مثل توقف مستمر.

“كائن واحد تفتقده فإذا الكل خراب” لامارتين

لكنني أخشى.. أنني قد أصبحت أفتقد الافتقاد

 أفكر في الكتابة كثيرا إلى نفسي

في كتابة اليوميات مثلا

حتى لا تخطئني المراسم والتواريخ.

ثم ما الذي يصنع مخيلة طفل بالأساس

 هل هي الذكريات الحلوة

 أم الموجعة أم الاثنان معا

أستيقظ على صوت لعب لكرة القدم

 تصبح الحياة أمامي

 مثل “ماتش” طويل

أعرف بدقة

 كم يمكن أن تكون النتيجة مزرية

 حين تكون  التعادل فقط

 وبدون أهداف.

عادة

لا تستمر معي المباراة طويلا

ربما لقصر جهد مني

 أو لتململي الدائم

رغم ذلك

 أجد نفسي أستعيد لذة فائتة

 وأنا أقرأ في الظلام

 حروفاً كثيرة

 متناهية في الصغر

أستعيد لذة فائتة

 وأنا أمضغ القصائد

 مثل حبات السكر

 برقة وببطء

 حتى تذوب تماما في فمي

وكأنها ما جاءت أصلا.

أستعيد لذة فائتة

 في مسبح صغير

 ألعب فيه كطفلة

 تدرب طفولتها على اللاشىء

كنت ألعب مع بط من البلاستيك

 وبجع كثير متخيل

من كتاب مختارات- عندما لا أكون في الهواء – دار الجمل-بغدادبيروت-2015