شوبرت الإغريقي \ جان دمو*
| جان دمو |
شوبرت الإغريقي
أمولدٌ جديدٌ
ما يُرسّبه الأرق
من ريش وذكريات
ورصاص؟
رحيل جديد. رحيل مضاد.
لا مساواة بعد بين
ظل الثلج ورماد الظل,
أيتعين اللجوء إلى نرسيس (أو باخوس)
من أجل فك طلمسية الورد
أو الفراشات التي تنوس
في الممرات التي يفتحها نومنا
وتحجّرنا؟
كم بعيدة طرق الطفولة المعبدة
كم قريبة طرق الموت.
المنحوتات الإغريقية كفيلة
بتصفية العقول التي ملأها بالتراب
صدى الاغتراب.
شوبرت ثانية. والدموع لا تكفي.
يتعيّن رمي المفاتيح في يد الريّس
3
يوماً
قبيل القيامة
سأتوحّد مع الضباب
وأترك كافة أبواب اللانهاية
مغلقة
في انتظار
إبليس.
أين انقرضت أرخبيلات
أحلامي
أوهامي مجرد لآلئ.
لا انتظار بعد.
4
عظيمة كل الحقائق ما بعد الصفر.
دون لماذا.
حتى لو بقي العنقاء محبوسا
في خرافات اللامحدد
ستبقى كل بوصلاتنا دونما
جدوى… الأحرى
أن يُصاؤ إلى مؤاخاة التنّين
والإبقاء على الفراغات
على ما هي عليه. أو
تقريباً.
5
أيكون الموت غيابَ الذاكرة
أم صفا من طيور البطريق
تنتظر مخلّصا ما تحت شمس
بنفسجيّة؟
لن نغامر بالجواب
لأنه لا جوابَ هناك.
***
براري العواصم
1
تقضم كمثرى النوم
وتستريحُ على ركام من الحيل والخاطر والاندحارات
وتستريح فوق قطار الأمس
وتظلُّ أسباحُكَ نابضةً، قوية، حيّة:
إنهم رفاقك الخالدون.
فارغة الموائد
كقلب الليل
كمعادلات آينشتاين: وها أنت
تركض باتجاه سراب اللحظات
إنك ثمل . إنك ظمآن…
ثمل وظمآن أكثر مما ينبغي: وهذه الحياة
هذه هي اللانهاية!
2
تُقفل أسوارُ البيوت دونك
تنثر ك الريح في الشوارع
تلتحم بمياه غزيرة
بمياه بحجم الفتوة والشباب
تركتَ أسراراً كثيرة في ظلال الرمل
صادقت فوهة القوة
فتحتَ أبوابَ الحظ
أرسيتَ النارَ
في قوافل الروح
انحنيت أمام الملوك
كثيرا.. طويلا.
أسرفتَ في تحبير الأوراق
وجعلتَ من السماء موقعا للانفجار
للاندثار
ولاشوك
أنت لم تكن مخلصا لذاتك
كنت غريبا عنها
ضربا من العبث
أية خسارة!
أنتَ في حاجة لمعرفة الأصول
لتحسس المنابع:
الضوء، النسائم، الحقيقة،
التناقض وبحيرات الدم، لِمَ لا؟
أنتَ تأرجحت طويلا
ولكن كانت دوما حواليك أعشاب وكؤوس
وأعراس
هذرٌ جميلٌ
هذرٌ تافه
ما من شيء يتداخل في اللا متناهي
في الهيولى
وهذه هي براري العواصم.
*شاعر عراقي (يقيم في الجحيم) توفي في أستراليا عام 2003.