تبغ بريطاني \ أمير خطيب

| أمير خطيب |

| الصورة لنجم البوب البريطاني: بوي جورج وهو أحد أيقونات الثقافة الكويرية في حقبة الثمانينات |

المدينة صوتها رفيع

سوبرانو في بعض الأحيان

قليل الدسم، طازجٌ دومًا

زواياه مُتسعٌ مما لا نطيق

دوائره بلهاء يحجُّ روادها بلا توقفٍ.

المدينة، هذه المدينة بالذات،

عليك الخروج منها والدخول في

أخرى مُترهلةٌ أكثر، فتيانها أجمل،

ناصياتها جاهزة لأيِّ ارتجال

قد يقدم لك “اليوم الذي صنعه الرب”..

إدراج الجواز على مكتب القنصلية،

إتمام الملفات، وتناسي المهام المتبقية

يترك خمسَ ساعات لإنتهاء النهار.

تبادل الوردية الصباحية بالمسائية

بين عمّال الحانة، وإقفال الفواتير بينهم

يُبقي لي أقل من خمسٍ لأصطفي الييچير

من بين كل المشروبات ولفتح حديث

واقفاله مع أحدهم..

“السماء زرقاءٌ والغيوم مُرتبة كعادتها في بلادكم”

مُقدمة الحديث، “زائرٌ؟!” يسأل، “اه، أبحث عن عملٍ وعن فضاء” أجيبه ويتابع..

پيير تقليديٌ كبلادي، طالب في الفيزياء،

يعزف الچيتار! وأنا أختار المغادرة.

“هيا بنا نعود لإحدى الحانات” يطلب رفيق

اللحظة في الميترو الخارج من المدينة،

لا أجيب، انتظر فرصةً اخرى ليكون الجواب رصينًا ، قيد السيطرة ، محللًا أكثر، واضحًا أكثر.

أترك القاطرة باحثًا عن أخرى

بها من الهدوء ما يسمح بالتحدث مع نفسي

بصوت أعلى.

الشمس في بغداد السيّاب أجمل،

لا أوافقة، أجمعُ ما استطعت من بقايا

التوباكو ، مُثبِتًا حتى جمال الفُتات في هذا البلد.

سقفُ الشقّةِ رُخاميٌّ أزرق، غير مُطرَّز كسقوف حيفا، سماء تسمح لي الامتثال لوجه الرب..

شكرًا لندن.