لو أنّي حصان و جسدُك مرج… عمّار المأمون
|عمّار المأمون|
اللوحة للفنان | Maurizio Barraco |
على حين وَجدٍ التهب جسدي ضوءاً، و عادت الذكريات لتمزّق الدجنّة و تسترسل في التكوينات، ما يميز تلك الخيالات أنها مكتملة الزينّة، أي أن الجسد في تلافيف دماغي –ماهيته- أشدّ اكتمالاً مما هي عليه حين تتخللها أصوات الأذان و اللصاقات الملوّنة على جدران باعة السجائر.
تنتفض عضلاتي، أتمنى لو أن هناك وصفة سحرية تعيد تكوين المفاصل لديّ، لو أن لي سبعاً منها في ذراعيَّ، و اثنان فقط في ساقي، أنا تداعي هيولى الكون الأولى، أنهمر سيلاً من درّاق على وجنات البغايا، لو أني ذاكرة، لو أني أكثر اكتمالاً مما أنا عليه خارج قوانين نيوتن، لو أني قنبلة يدويّة مهددٌ دائماً بالانشطار، لو أني طفلُ بدون ثياب ألفظ آخر أنفاسي بين ذرّات اليورانيوم، لو أني حصانٌ و جَسدُك مَرج.
الاستقسام بالأزلام :
انتظر طيف البنفسج ليأتي خاطفاً ما تبقى من الأسمنت المتيبس على جسدي، أحاول تبرير لذّتي أن للجدران مهابلٌ قادرٌ على اختراقها، أتمطّى في ظل الشمعة محاولاً مشابهة ظلي في حياده وأترع هلوسات الدخان، اقتربي و تشكلّي ظلاً مشابهاً لظلي، أقصر قليلاً ، إمعاناً في توطيد أركان القبائل التي تتوزع بين نحري و سرتي، فهناك جيش من الشيوخ العميان اللذين اعتادواً ذكر الحبيب دون أن يتلمسوا الدرّاق عند شفتها السفلة، تشكّلي دخاناً دون خجلٍ، دعي أصابعك تعيد ترتيب الأصوات في حنجرتي، بل و انتزعيها، وعانقي حائي و الميم التي أحاول أن أخفي مجونها، ثم تمددي مرجاً على البلاط البارد و تجاهلي تأثير البرد على إليتك اليمنى و احتكاك الاسفلت عند ساعدك، كوني مرجاً وَردي الملامح يخبِئ القبّرة طعاماً للثعابين، دعيني أكون حصاناً، دعيني اركض بين صخورك و مروج النحاس، دعيني أركض حصاناً لا حائراً بأعنّة المجاز، أحفر مناجم لأدفن فيها العميان تقودهم السوائل.