أبحثُ عَن رَجلٍ غَجَريّ! \حسني الخطيب شحادة

حسني الخطيب شحادة |

أريدك رجُلاً يعلّمني الحبّ على الطريقة الغجريّة

ينسيني حُبًّا أدماني

ويصنع لي حدودًا لسماء أخرى

يداعبني حين يعاودني الحنين… يبعثرني…

… ثمّ أبصقه دون أن أنظر اليه بنعاس الألم والوحدة

أريدك رجُلاً يغرس في كتفيّ أظافره… فيُدميني….

أناورُهُ ليلي وأرقي… أبدّلُ من أجله ديني

يُنسيني بصوته الجَهْوَريِّ أَذان الفجر

وحين يبسم الصباح…

ألمح في عينيه جنوني

ألعب معه لعبة الجنس الأزليّة

أداعب خصلات شعره الورديّ

ويمحو من فكري الظنون…

       *****

أريدك حبًّا أدغدغ في لفتاته مسامات عشق وأمل

ينسيني حبَّك الهمجيّ…. قبل أن ينتصب الفرح

ألمس في شقوق يديهِ صخرَ الجبل

لأنسى نعومة أناملك حين كان ينتابني الزعل

أدوّر شفتيّ على شفتيه لأمتصّ الرحيق

وأعاود رسم خطوط دائرتي حلمتين

فأضيّع الطريق…

ويصبغ عيني ببريق

يعيد لي رقّةَ الوتر…

على نغم ضيّعني حين عرفتك

قبل طلوع النهار…

يهديني خنجرًا يشرح صدري

ويغسلني بثلج العتاب

لأنسى خاتمَكَ الفضيّ وختمَ السلطان

أعانق فيه ماردًا قمحيًّا

يخرجني من القمقم… ويرميني خارج المكان

ويمحو ذكرياتِ بحر طالما داعبنا فيه موج الشطآن

يُدلي بحبله في بئر سقتني دمع الحرمان

ليعزف من جسدي عِشقَ وَلِهٍ ضيّعه الزمان

عشقًا لم تستحقّه يومًا لأنّك ضيّعتني… قبل أن يضيع العنوان!

****

أبحث عن رجلٍ غجريّ

يصنع لي خطوطي الحمْرَ

نتجاوزها كلّما يعصف بي شوق إليك!

يسرق منّي ذكرياتك من سهادي

ويصنع لي عشقًا جديدًا

يتزامن مع صيفي وشتائي

يخربش على صدري حين تنتصب حلمتاي فأقتل أملًا بلقياك

وأعود إلى عشوائي

ليهمس لي كلمات كاذبة… أصدّقه…

لحظة خوائي….

يصدّق أنّي ملْكُه… يستنطق شراشفي

ما قبل وما بعد… ويستسيغ عنبي

أضيع في دنياه لحظات واهية… يحلو لي بلا عشق وبلا سبب…

يبكي أمامي دموع  التماسيح…. فأذكر لحظات بكائك بقربي!

***

أريدك حبًّا كما يحلو لي… عاقد الحاجبين… مغرور النظرات…

أقتبس من نجواه كلمات القصيد

أبحث عن قبس من نور

يهمس في أذنيّ كلمات تُنسيني صلاتي معك

لأركع له دون طهرٍ

أو خضوع… ألتذّ لمَمْسكه كما الإزميل بيديك قد كان

تصنع لي تمثالاً من خمر ومن صوّان

يعبدني كما كنتَ يومًا قبل الرحيل…

ويزيدني بي شوقًا لحاضرٍ أمارس فيه بغائي

وجنوني….

أمحو فيه بقايا حبّك… وكذب الظنون…

***

أريدك رجُلًاً غجريًّا

يصقل كلماته كالحجر

يسوّر حلمي بلقياك لأبقى مشاعًا كالمطر

أتساكب على صدره… يرقّصني على مزماره

يقليني كقرص فلافل في زيته الحارّ…

يلتهمني دورقًا شهيًّا

يقطفني عنبًا… ليعصر بين شفتيه خمري

ويسقيني من مسامات الجسد…

يلتقطني حجرًا في طريق العثار

ثمّ يرميني على قلبك الذي لم يعرف يومًا أن يختار!

يرميني على قلبك الذي لم يعرف يومًا أن يختار!