قصيدة من ديوان يأس نوح \ نوري الجراح

|نوري الجراح|

|قصيدة من ديوان يأس نوح|

|لوحة للفنان السوري عبد الله العمري|

تنامُ دمشقُ على اسمها،

ويَسْهَرُ خَلْقٌ

ويختصمون

وفي رسمها..

يحفرون قبوراً

ويختطفونَ إليها الصُّورْ.

هنا وردةُ الصَّمْتِ

هنا مَطَرُ البارحهْ

هنا عندليبٌ

هنا حَفْنةُ شوكٍ

هنا شُرْفَةُ الأَمْسِ

هنا غَزَلٌ

هنا طَيْشُ نَهْرٍ

هنا غُصْنُ آسْ

هنا فِتيةٌ فوقَهم حجرٌ:

أيُّها الموتُ،

يا مَوتُ

لا أنادي سواكَ

لأنَّكَ أنتَ عدوُّي الذي ما أَحَبَّ سواىْ

أ

يا

موتُ

أما شَبِعَتْ ضِرْسُكَ من جَسدي.

***

ينام الشَّهيدُ على جَنبه، ليريحَ النَّشيدَ قليلا..

جُرْحُهُ

في البنفسجِ صَمْتُ الرّوايةِ عن نفسها

وأنينُ اللغاتْ.

وفي كلِّ سطرينِ من نشيدي يطرقُ بابي ويَسْأَلُ عن أُمّهِ النَّهْرُ

إرَمْ،

من أنا، حتى أموتَ ولا يشبع الموتُ مني؟

***

أنا نوح،

 يا خالقي..

يميلُ المغنّي على نَفْسِهِ ولا يجدُ الأغنيات

ودمشقُ التي تركتني هنا،

قالَ عاشقٌ

هرَّبتها كلماتٌ في ظلالِ الكلماتْ.

ثلاثونَ عاماً، وأغنيتي طائرٌ هائمٌ في محيطِ المنامْ

أهذا أنا، اليومَ، أم حَفْنَةٌ من غَمامْ.

*******

أضيءُ ردىً

وتكتشفينَ ناراً في عميقِ النَّهْرِ

تلهو

والخيالاتِ

وترسلُ غابَةُ الأهواءِ

روحي

في حواسِ الماءِ

مرتعداً

وفي أنحاءَ من صمتِ النَّهارِ

كأنَّكِ ما لمستِ

الظِلَّ

ما ابتلتْ يداكِ

وما ذَهَبْتِ هناكَ في مَرحٍ

كأنَّ الأَمْسَ

يَنْهَلُ نومكِ

ويَدِي

ويتركني بلا أَحَدِ.