نيرڤانا \ عماد فؤاد

| عماد فؤاد |

حين فتحت لكَ البابَ، كنتَ غارقاً بمياه الأمطار، شعرك الطّويل انسدل على جبينك الشّاحب، ومعطفك لم يكن قادراً على تحمّل زخّات المطر التي أغرقتك وأنتَ تقود درّاجتكَ سبعة كيلومترات عائداً من عملكَ، كنتَ ترتجف، أدخلتكَ وحاولتُ أن أخلع عنك المعطف، هرولتُ إلى الحمّام لأجلب لكَ منشفة، تناولتَها منِّي بأصابع مزرقّة واتجهتَ إلى الحمّام، وقفتَ في البانيو بعد أن خلعتَ حذاءكَ الذي يقطر ماءً وبدأت تخلع ملابسكَ وأنتَ ترتجف، شكوتَ لي من كتفيك المحطّمتين، فأخبرتك أن لديّ كريماً خاصاً للمساچ وتعب العضلات، غطّيت رأسكَ بالمنشفة وبدأتُ أفركُ شعركَ لأجفّفه، التفتُّ وأدرت مقبض المدفأة حتى آخره، لم تمرّ لحظات حتى بدأتَ تستكين تحت حركة المنشفة التي تفرك جسمكَ وكتفيكَ، والدّفء الذي بدأ يشعّ في الحمّام، انتظم تنفّسكَ قليلاً، وجلستَ القرفصاء في البانيو منحنياً على نفسك، فتحتُ باب الحمّام وهرولتُ سريعاً لأجلب سيجارة ماريجوانا، أشعلتُها أولاً بين شفتيّ قبل أن أدسّها بين شفتيكَ، وقفتَ وعانقتني بقوّة، وحين شعرتُ بجسمكَ فوق نهديّ، ألمت بي رجفة خوفاً عليكَ، سحبتكَ عارياً ملفوفاً في منشفة الحمّام وأرقدتكَ في سريري، لففتكَ في بطّانيتي النّاعمة وأحكمتها حولكَ، كانت سيجارتك لم تزل بين إصبعيكَ، أخذتها منكَ حتى تعتدل في رقدتك وتضبط الوسادة خلف ظهرك، اتجهت بالسّيجارة إلى المطبخ وصببت لك كأس نبيذ أحمر، شكرتني بكلمات مبتورة وأنت تتناول الكأس منِّي، ناولتك سيجارتك وأشعلت سيجارة لي، وضعتها في المنفضة بعد نفسٍ طويل، وخلعتُ ملابسي سريعاً ودخلت جوارك، عانقتك محاولة أن أدفئك، ضممتني إليكَ بقوّة، وتنهّدنا.

بعد لحظات كنت فوقك، جالسة مفتوحة السّاقين فوق ظهرك، أخرجت كريم المساچ من درج الكومودينو جوار السّرير، وبدأت أوزّع الكريم على كتفيك وعمودك الفقريّ وأسفل الظّهر، كان معجون الكريم شفّافاً وبلا رائحة، ما إن لامس كتفيك حتى تأوّهت وقلتَ إنّه بارد، بدأت أمسّد الكتفين محاولة أن أحرّك يدي سريعاً كي تشعر بالدّفء، بدأ جسدك يسترخي تحت كفّي، ورأيت ملامحكَ تهدأ، سألتك أن تنهي كأس النّبيذ سريعاً ليشعرك بالدّفء، تجرعته مرّة واحدة وأنت تبتسم لي، تورّد وجهك سريعاً، وحين شعرت بيديك تتحسّسان ردفيّ، أيقنت أنّك الآن أفضل، مازحتني بأنّك لن تستطيع أن تتخلّى عن طريقتي في المساچ، فضربت ردفيك العاريين وأنا أقوم عنك لأغسل كفيَّ.

          كانت ملابسك ملقاة في قاع البانيو، رتّبتها على الحافّة وفوق المدفأة لتجفّ سريعاً، غسلت يديَّ جيداً بالصّابون، واتجهت للمطبخ وعدت إليك حاملة زجاجة النّبيذ، وضعتها على الأرضية جوار الفراش، ودخلت في حضنك تحت الغطاء.

* * *

          اممممم، نعم، أريح رأسي هنا..

أتوسّد هذه الكتف، أتلمّس بشفتيّ هذه الشّامة، أقرّب أنفي من خلف أذنك، أتشمّم العطر ذا الشّفرة الحادّة، العطر الذي يشبه سحبة عصا الكمان على الأوتار في مقام الصّبا الحزين، أتحسّس جلدك بلساني، فيصرخ في داخلي أسى ناي موجع ومجروح، أنا الطّفل أعود إلى طفولتي على نهديك، أدسّ ضعفي بين فخذيك لأشعر بالدّفء والأمان، أنا العاري بلا ظلّ إلا يديك تقبضان على كياني كلّه وأنا أمتصّ رحيق الحياة من ريق شفتيك، كنت التهمك، أشربك، أقطّرك قطرة.. قطرة، وأتشرّبك قطرة.. قطرة، ليزيد عطشي، مثل متصوّف يبخل على شفتيه برفاهيّة الارتواء.

ما إن دخلتِ في حضني، حتى اختفى وجع كتفيّ، كان جسمي يلمع من أثر كريم المساچ، ويداك تلمعان من أثر الصّابون، جذبت ساقك اليمنى ووضعتها فوق ساقي اليسرى، دفنت رأسي بين نهديك وأنا مغمض العينين، تشمّمت دفئك كما لو كنت أرتدّ إلى مهدي الأوّل، وتلمّست بأطراف أصابعي شفريك عن عمد وأنت تحكّينهما بقوّة في انتصابي، كنت ترتجفين، وكنت أرتجف، رجفة في العمق لا تفضحها البشرة التي تتلامس الآن فتدفئ بعضها بعضاً، تفضحها رجفة الشّفتين حين تلتقيان، رعشة اللسان الدّافئ الرّاغب إلى طعم الرّيق الزّلال، النّبع البكر الذي يسقي شجرة الحياة، الموجب والسّالب في استمراريّة هذا المستنقع الذي نحيا فيه، أجذبك إليّ أكثر، كفّاي فوق ردفيك وأنا أحرّك جذعي بين فخذيك فأتحسّس بللك، السّخونة اللزجة التي تجعلني أعتليك، متحرّكاً فوقك وبين فخذيك، أشعر بيديك تمسّدان كتفيّ وظهري بتلك اللمسة السّحرية لامرأة بين اليقظة والصّحو، تقف على البرزخ الرّهيف بين الطّفو والإدراك، انتصابي يتحرّك بين شفريك، يحتكّ ببظرك المنتصب، وشفتاي تأكلان شفتيك، لسانك المحموم يلتفّ على لساني المحموم، يمتصّه، يتشرّبه، نتبادل لعبة اللسان، وجذعك يتحرّك تحت جذعي، يحتكّ، يتلمّس، يتحسّس، يستكشف العروق النّافرة، والحشفة المنتفخة، يختبر احتكاك الشّفرين النّاعمين بشعر العانة الخشن، فيما شفتاي تقبضان على حلمتك اليسرى، أبلّلها بريقي وأغمض عينيّ وأنا أغيب عن العالم، مرتدّاً إلى طفولة أضعتها من يدي.

          نصف مسطول، نصف منهك، كنت فوقك، أتشهّاك، وأشتهيك، وكنتِ تحتي، مرتخيّة، وذائبة، مددت يدي إلى درج الكومودينو جوار فراشك، تناولت أنبوبة الكريم الذي ترطّبين به شفريك قبل أن ألجك، ناولتك إيّاه، وأعدت يدي إلى الدّرج ذاته وتناولت عازلاً طبياً، فتحت كيسه وغطيت به عضوي وأنا أراك تضعين الكريم المرطّب الشفّاف على عضوك من الخارج، توزّعينه على الشّفرين المحمرّين والبظر المنتصب وحول فتحتك، اقتربت منك، جاثياً على ركبتيّ بين فخذيك، وبدأت أدخله، كنت مسطولاً، وكنت مسطولة، لكن صرختك المفاجئة حينها أيقظتني، أضئتِ نور الغرفة بعدما قفزت من السّرير مثل لبؤة مجروحة وقرّبت يدك اليمنى من أنفك تتشمّمينها:

  • أي كريم هذا؟ اللعنة، هذا كريم المساچ يا غبي!

لم أتفوّه بكلمة..

رأيتك تجرين عارية إلى الحمَّام، تفتحين فوّهة الدُّش وأنت تمسكين بها وتقرّبينها لتغسلي ما بين فخذيك وأنت تصرخين من الألم:

  • إنّه يحرق، أوففف، اللعنة، يحرق جلدي فعلاً يا غبيّ!

كنتُ فوق السّرير..

منقلباً على ظهري من الضّحك!

—————————–

مجتزأ من رواية “الحالة صفر”، ميريت 2015.

الصورة للمصور الياباني ( Senzo Yoshioka  ( 1916 – 2005.