اعترافات السفلة نص مشترك لـ(عمّار المأمون و كفاح زيني)
اعترافات السفلة نص مشترك لـ(عمّار المأمون و كفاح زيني) .
|النص الثاني من سلسلة الاعترافات|
نشيد العارفات، مديح الجاهلات، والسابحات سراً، والزانيات حرفاً، لا تئني على كلماتٍ لا تعرفين من خباياها إلا أصوتها، تلفظي الألم المقدس ريحاً تعبرني تلموداً ـ علني أنتشي واقفاً، رمزاً ناقصاً يفتح التأويل.
أنا أنذل أولئك جميعاً، أتلوى شبقاً بحليب الأمهات، شعريتي رأس طفلٍ، يعبر طيفاً رعشة الأقدام، الاختلاف كامنٌ فقط في علامات الترقيم، انسي بعضها أو انسي كلها، لا يهم المعنى أبداً، تحايلاتٌ لغوية، لأكتشف مكامن اللذة لديكِ، وهواجسكِ السرية بأجزاء من الجسد، وتلصصك المخزي على عانتي، أنا المنشد العارف، رددوا اسمي، اذكروني أنسكم، واضبطوا إيقاعكم على مفرزاتي البيضاء.
أضرب رأسي بالجدار، أضرب ذكري بحافة السرير علي أخترق أجساداً لا أنالها، الشاشات المسطحة لا تولد ميكانيك الانتصاب، لا تكفي الكلمات، لا تعبر الحدود، بإمكاني تحسس مواطن الجروح في جسدي تلك التي أضمن أنك لن ترينها، لا ترددي اسماً غير اسمي، أنا أكثر السفلة وضوحاً، لا شيء مغري في الهاوية، القاع لا يحوي شعراً، القاع سرُ المغفلين.
اسمك على جداري المتشقق لا يعني سوى عجزي عن شراء الذهب، الذهب المقدس المخبّأ وراء الشمس لن أحصل عليه، فلنهلل بإشعاعٍ شمسي طفيف يعبر الباب، هذا الأصفرُ يزيد وبرك لهباً على جسدي.
أستبدل الذهب بكلماتي هذه، اقتربي دعيني أزرع في خلاياكِ بعضاً من كلامي المبتذل، هو ليس شعراً، ولا حتى نثراً، بل هباء يسرك أن تنظري إلى تكوينه على السطور، لتتلوي لغةً في المساحة البيضاء.
أنا تجربتك الحزينة، أنا فقير، أنا عاجز عن النهايات، لكني أتلذذ في البداية لأرضيَ غروراً بقدرتي على تزيين الهباء والفقر والجنون بعلامات الترقيم، أنا الفاصلة المنقوطة، أنا التنوين بالألف منتصباً على قارعة النهد، أنا الحرف الساكن في الشدة، أنا الذي يضحك على العميان، أنا الذي يتهكم على فاقدي الأرجل، فليركلوني إن استطاعوا، أنا النقصُ العصي على الضحك.
أنا الأبتر، أنا صاحب التشوه الجبان، يميني ناقص، ويساري رقصٌ أخير، فلنبقَ في خط التوازي، المواجهة تكشف العجز، عجزي عن تلمس النهد براحة اليد، عجزي عن الشمس، وعجزي عن التقاطك كأساً نخباً للآخرين.
أنا الملون بدون مجاز، أنا سليل تهجينات الطاعون مع ترياق يعيد للجسد حيوته، أنا البعبع الذي يخيف الأطفال، أنا الممنوع عن السباحة، أنا الذي أحاول تبرير تشوه خلاياي بأساطير منسية، أنا الظل بدون استطالته، أمشي أمامي، خوفاً من تكشّفي أمام المرايا التي تفضح انقسامتي غير المنتظمة.
النقصُ ليس سواء، النقصُ المقدس، حيث السقوط فرطُ ضوءٍ، نصبٌ تذكاري للبطل الذي قارع الإله.
أمي العاهرة، وُثوقيّة لفظي، فروسيتي في الحديث عن أعضائكم، عندها يصير لعابي الشبق مجازاً، وأستحيلُ غيباً أمام ذهول نهودكم.
أنا سافل، أنا لاعب الخفة، أخفي الأرانب في القبعات أمام حضرة العميان، وأستطيل جسراً للخلاص.
|نُشر هذا النص لأول مرة في 2282014|