تداعي العلامات الحر عمر بقبوق
| عمر بقبوق |
إنها النهاية. نهاية العالم ليس إلا. فلنشرب كأسنا الأخيرة، أُغلِقت أبواب الرحمة. عالمٌ ملكه ننتفع به، وعالمٌ ملكه ينتفع به. أبوابٌ سرية تفصل الأموات عن قتلى. انتحار غير مبرر، أعضاءٌ تصرخ الرحمة. ما ليس مبرر يبرر منطقنا. ويتمنطق المنطق وفقاً لقوامٍ يفنى. عاجلاً أم آجلاً سنفنى. سيجيبنا الموت عن النبأ الأعظم. من منا يعلم ما لا يعلم! نترقب الغد. قدرية الانسلاخ عن الحاضر والحنين الماضي. مرةً حدث ما ترقبته فاستحالت ذاكرتي صنماً. سجدت لقبر يقطنه اليقين. ويقيني عبر اللحظة. نهايتي نهاية العالم. العالم هو مكانٌ ليس إلا. تنبعث بمكانك قبل أن ينطبع اسمك على بطاقة تدل اعتباطاً على الانتماء. لذا عليك أن تصلي لتشتري تذكرة للجنة. الطريق ممهد، هناك أئمة. رتلي ما تيسر لك ريثما يجُف طلاء الأظافر. صلي ريثما يوصلك المصعد إلى القمة. دخانك الذي زاوج الملامح كلها يُنذر بأننا على شفا قوسين أو أدنى. خطأٌ لغوي لا يشوه المعنى. سيجارة واحدة لا تكفي. نحتاج لسيارة وطنجرة بخار ومبخرة لنستحضر ما حُضِر لنا. إن كان قدرنا النهاية فلينتهي العالم معنا. دخانٌ ليس إلا. الشمس تشرق من مغربها منذ أن اكتشف الإنسان حقيقة ثباتها. إننا ندور بانتظار أجلنا. كوبرنيكوس تدخل بعلاقتنا قبل قرون، وحكم دورة العالم بدورتك الشهرية. سيتوقف العالم عن الدوران. إنها دورة ليس إلا. خسفٌ في المشرق وخسفٌ في المغرب. الصينيون لا يجيدون صناعة الأسرة ولكننا نستطيع شراء منتجاتهم. سريرك سيخسف في الوسط بحكم الثقل في أوزاننا. كان مقدرٌ لنا أن نلتهم طعاماً زائداً لنحقق الخسف الأخير. غزانا أبناء يأجوج ومأجوج. إننا اليوم نلتهم أنفسنا. جوفك ملجأ النطاف. وما تبقى من النطاف غاص في المجارير ليحمل المدينة. سور الصين ستدمره نطافنا. وعلى التلفاز دابة تلقي خطاباً سياسياً. تدبغ حكمها دون وعي على كل من يقطن المنطقة. الأعور الدجال يضع نظارة المخابرات ويحمل جريدة الثورة. والمسيح هبط على مئذنته وينتظر تطهير جوبر لينشر دعوته بسلام. العالم كله متأهب وينتظر لحظة النشوة. ارتدي ثيابك ريثما أشعل النار باليمن.