قبل الخَلْقِ بلحظةٍ \فارس مقبعة

| فارس مقبعة |

ها أنا الآنْ

 وقد كَبِرْتُ

ها أنا الآن بحجم لحظةٍ

لحظة بحجمِ الكونِ !

ها أنا الآنْ

ثلاثةٌ

أربعةٌ

إثنانْ

يسكنني داخلي

 وداخلي الآخر

والآخر مِنِّي

 وأنا

أنا الغائبُ عنِّي والحاضر فيَّ

ماضيَّ

وغدي

والآنْ

……

كيف استجمعُ لحظةً

اكونُ بحجمِ  وَقْعِها؟!!؟

أنا وبداخلي سبعون الهًا

مُشتتون ما بيني

وبيني

وبيني…

يكذبون عليَّ  حيناً

وأحياناً

يكذبونَ عَنِّي

وألْفُ انجيلٍ أنا وألف آيةٍ

الف كذبةٍ وألفُ حكايةٍ

وألفُ سجينٍ أنا

وألفُ عَسْكَرْ

ألْفُ قضيةٍ أنا

ألفٌ انوبُ عنها وألفٌ تنوب عَنِّي

ألفٌ أصدقُها وألفٌ تَكْذِبُني !!

ووجهي أفواهٌ بحجمِ سُنْبُلَةٍ

وكفّيَ رغيفٌ تكسّرْ

وجبينيَ غاباتٌ

وغاباتْ…

وألفُ طعمٍ يسيلُ من عَرقي

دمٌ  وخشخاشٌ

ألم ٌ …

 وزيتون وزعترْ….

ها انا الآنَ كبرتُ..

ها انا الآن بحجمِ لحظةٍ

لحظة تكبُرني بآلافِ السنين !

بلا نهائيات المسافاتْ

ها أنا الآن ولُغتي

حرفٌ !

حرف يكبرني بآلاف اللُّغاتْ !

ها أنا الآن بحجمِ لحظتي

توَحدتُ مع ذاتي

وذاتي

وذاتي

ها أنا الآن كُلّي

مستجمعاً حُضوري

غيابي

ذكرياتي

أنا الآن نحنُ !

أنا

وأنا

وأنا…

ثلاثةٌ

أربعةٌ

إثنانْ

يسكنني داخلي

 وداخلي الآخرُ

والآخرُ مِنِّي

 وأنا

أنا الغائبُ عَنِّي

والحاضرُ فِيَّ

ماضيَّ

وَغَدِي

والآنْ.

قالت القصيدة:

إذاً …

أُكتُبْ العنوانْ .

* من مجموعة “قطرة لا تسقط”- دار راية- حيفا 2014

katra