دعوني أمسح عن التابوت بصماتي \ باسكال عساف
| باسكال عساف |
أعتذر اليك أيها الموت…
ربّيت في قصائدي
قططاً تشبهك،
وعلّمتها كيف تقف
على قائمتيها الخلفيتين
وتمشي حولي
عندما أرفع أصبعي
وأرسم دوائر في الهواء…
* * * * *
ولأنك مشاغب حذر
تتسلّل من الخلف
عاري القدمين
لتشدّني من شَعري،
علّقت في رقبتك
جرساً،
وصرت أعرفك
اذا أتيت
من صوت الضحكات
التي ترافقك…
* * * * *
كان عليها أن تمزّق سترتي
وتصرخ:
“قل لزوجي
لا جيوب للأكفان،
وأحمل في أحشائي
منذ سبع سنوات،
طفلاً غير شرعي
من الجوع”…
* * * * *
أن أدور على المتفرّجين
وأخبرهم:
لا تهتمّوا بي
أنا الفتى الذي يقدّم
القهوة في هذا المأتم،
ثم التقط عن الأرض المحارم،
أحشوها في أكمام قميصي،
وأحلم أن يدفعوا لي مستحقاتي
ويصرفوني في آخر المشهد،
لي موعد في المطبخ المعتم
مع ما جمعت،
أرميها من الشباك
على الأحياء،
أنا صانع الثلج،
أعطس غيوماً
واتفّ النسيان
من صدري كالبلغم…
* * * * *
يحمل في يده
أوراقاً وأختاماً
وقلما” ناشفاً
من أرخص الأنواع،
وفي يده الحرّة
يسلخ خدّي بصفعة،
ويؤنبني:
“ماذا تنتظر لتدفع لي أجرتي،
في عيادتي أشباح
تنقص ألوانها،
احمل هذه الصخرة واتبعني…”
قلت أخاف أن تعضّني،
أخاف أن يخطئ المدعوّون
ويعجزوا عن التفريق بيننا،
أن ينتبهوا للشبه بيننا،
أريد أمّي…
* * * * *
هم أربعة،
وانا كنت خامسهم،
يتلهّون بالنظر الى الساعة،
وحدي كنت أقيس الوقت بالرائحة…
* * * * *
كلهم أخذوني جانباً
وحذّروني أن أصابعي باردة،
أتأمل يديّ
ولا أرى سوى أعواد ثقاب،
أسمع صوت أبي:
لا تكن طفلاً سيئاً،
من الحماقة أن تضرم النار
بالدموع…
* * * * *
أصرخ:
“قبل أن تغلقوا الباب
دعوني أمسح عن التابوت
بصماتي”…
* * * * *