ايكيا…ها قد اقتربت النهاية \ راجي بطحيش
| راجي بطحيش |
منذ مدة وأنا لا أؤمن بالسرد
لا شيء يشبه حياتي سوى الشعر
والأجزاء غير المتصلة
..
أصعد الدرج الكهربي في ايكيا
أنظر خلفي ..
أشعر بالندم
لا طريق للرجوع ، لا درج ينزل إلى الخلاص
عليك أن تعبر كل الفرع كي تخرج من هنا…
…
إين المخرج؟
أسأل رجلا نحيفا يرتدي “لاكوست” صفراء مزيفة
لو سمحت:
أين المخرج ؟
لم اعد أؤمن بتسلسل الأمور
وفي البداية والوسط والنهاية
..
لا أعمل هنا، يجيبني الرجل
جئت أبحث عن دلو لغرفة المرحاض
وأرتدي الأصفر صدفة
أو بالأحرى كي لا اتسخ بمدهون الخردل
الذي يوضع على النقانق
..
لم أعد أطيق السرديات
كل شيء لا يشبهها
حتى المائدة التي أحاول تجميعها
وفق المخطط منذ سنة
والأريكة التي تفككت لوحدها ذات عصر
بعد أن نهشتها الكلاب الحزينة
…
ولكنني أعود إلى ايكيا
إلى مجاز الملل
ولا عودة الى الوراء
لا رجوع
وهنالك سردية يجب أن أعبرها
كغسيل السيارات الاوتوماتيكي
الذي يخرجك منه أصما وتلهث
فأين المخرج؟
اين المخرج
أسأل امرأة تقشر السمك
على اريكة اعتقدت انها بيتها
فتقول لي:
متى ستترجم نصوصك إلى العبرية؟
+++
أمر عبر غرفة النوم المثالية
وغرفة العمل لمفكر مصاب بالأرق
والبيت السعيد بمساحة: 59 مترا مربعا
والبيت الأسعد بمساحة: 83 مترا مربعا
وحجرة الصبي الزرقاء
وحجرة البنت الليلكية
كي لا يحدث لغط في الأنواع لا سمح الله
أمر عبر طقم أكواب ملونة
ستة هي..لا تجد من يشرب منها سوى شخص واحد
وساعة حائط بعشرين شاقلا
لا تليق بزمن يجري كالمصفحة وهي تخترق مدينة
…
ها قد اقتربت النهاية
لمن أشتري 4 كراسي و5 مقصات
لمن أشتري 3 دببة و6 قشارات بطاطا
لمن أشتري كل هذا الشمع برائحة الجثث المتحللة
….
ها قد اقتربت النهاية
ولا زال المخرج تائها
وبدله هناك:
مرآة بسيطة وصحيحة جدا بتصميم اسكندنافي
هي غاية في العملية
وشامة مشبوهة وتجاعيد جديدة ترصع سطحها…