نهاوند على مقاسها \كفاح زيني-عمّار المأمون

|(كفاح زيني-عمّار المأمون (نص مشترك| 

 |الصورة من عرض راقص لساشا فالس| 

أنتشل النّار من عنقي هشيماً، أحرقوني يا قُتات، أغرف من جسدي لحوماً أشمئز ملمسها على راحتي، أرمي باللحم المحترق للكلاب، زهور الربيع لا يمكن لها أن تخرج من الجدار، نلك الكلاب نفسها، تنبح أنهاراً من  كريستالِ مقفّى، اركضوني يا سنابل، و ذبّوا عني قبيحات الغاب.

مثقال النفس معيار صدقُ كتلتلي المشوهة، سأفشل لو كنت لاعب خفة، فلي التواءات لا تجعل من الاستثناء منبراً للاحتجاج، منابراً للاحتلام على اقدام مشوهة، بل هي اعتراف بأني أنا لا أجيد امتطاء السحايا و تحريف الهواء لزوجتي محض صدفة. يبتاعني القرفُ الرفيع، حيث مطاحين الهواء تنتشر خلف المنايا بحثاً عن يرقانةٍ تستفرغُ ما تبقى من لحمها.

أنا خفةُ كاحل راقصةٍ لم تبلغ العاشرة بعد.

أنا نطفة الصنوبر تطفو فوق أطفال المدارس لتؤنب الغافلات أن طعم الأفخاذ بطعم حقل من سنديان لممارسة القبل سراً.

أنا صانع الحكايا، راوي الموت، مؤلف الحبكات الفاشلة التي تصلح للمضاجعة على أشفار الهواء، و كأن لللاشيء لذة اختراق عذب، كالملح، أو كريق عاشقة تستكشف أولى الانتصابات.

ألتوي بجسدي على الكعبة، المخمل الأسود\مساماتي تنضح شعر “لبيدٍ” و تترنم بأبي قَيس، أن أشعلها خرابا، و ليكن ذِكرك، أنا كأنّ، كافٌ بغير حاء، أستلب المعنى خلقاً من فيض، ألف(ي) كما ألف(ك) لامٌ ميم، و أدعو الجن ذاك الذي يوافق اسمي اسمه، و مولدي مولده، و قرظي قرظه.

ستةٌ رجالٍ بغير لحاء كانوا عرشها، أسلخ الأجنة التي فاضت عن الأرحام التي أخصبتها كي تكون نعالاً لها، و أشجّ رؤوس القصائد لنكون تنزيلّاً حكيماّ من زفيرها، تلك التي كانت تترنح في السماء بين كوكبين و أكثر، أنا عنق الأرض، وحول العرش غنوا، غنوا كما لم يغنوا أبداً.

ألعاب الخيط و المقصلة لن تفلح بتشويه شهوتي نحو الأحصنة العابرة من على كتفي، من هنا مر التتار فوق حلمتي بقليل، من هناك، في أخر مناطق اللمس، دخل خليفةٌ الجنة لعبوره البحر، لستُ بحراً و لكنني اكتمال الضفاف، أنا الشطآن رُماناً فوق أساور قدميها، أساورها تدق الليل بغير نبيذ، نشوة لعابر يحتلم على ضوء القمر و أحلام الحديد على الضفة المقابلة.

أنا لست بحراً ، أنا الشطآن تأزّ ليلاً تلتهم خطوات قدميها بساتين من عنب لتجعل البحر نبيذاً، لعل أحد مبشري الأرض تعمّد هنا، أو أحدهم صدق المشي على الماء، فعبر البَحرين، حينها بإمكاني زرع لحمي المتعفن على صليبٍ يترنح بين فخذيها،  أنا نصفُ الكون أبكي فُراقَ العنب.