“حرية” \ مايا أبو الحيات
| مايا أبو الحيات |
في الثلاثين كل شيء يبدو مستهلكا
نضارة الاستهلاك المدهشة
تجعل من السخاء واجبا
النساء السخيات المتخففات من غيرة العشرين
يكشفن سر القصائد الكالحة
التي تكتب بتوق إلى القول
هؤلاء يفعلن ما كان على الشاعر فعله
لو أنه امتلك جرأة المحارب
وقدرة السخاء
يمزقن الأوراق
والشراشف الزوجية
ويقفلن نشرات الأخبار
“حرية“
كلما قالت امرأة
” الحب حرية “
سنبتسم في السر
أنا وهي
لن نقولها علانية
هي وأنا نعلم
إنها أرواح ترتبط
وتتصادم
وقد تخرج النور
لا يحررنا الحب
أعلم
أنا وهي
لكننا نبتسم ونصمت
لأنه يبدو من الأجمل
أن نتحرر
تبدو الحرية
مفردة المواقف جميعها
تبدو
شماعة الحياد
أرجوحة القلق
وتبدو أيضاً
هدفاً جيداً للتسوق
ورفع التكلفة
والانفجار بالضحك
في الشارع والبيت وسماعة الهاتف
لأنني لا أريد أن أقول في الحقيقة
أنني مشتاقة جدا
لأسكن سجنا
أنت نوافذه
وأنت بوابته
وأنت جدرانه
وأنت خرومه التي سأحفرها بأظافري
مرة بعد مرة
وأتحرر
نعم تبدو الحرية
فعلا حضارياً منحازاً لكل الحقوق الإنسانية
لكنني سأطبخ لك بعد كل حب
ملوخية ومسخنا وكعكة شكولاتة
وأدعك ظهرك ورجليك ورأسك
بكل الكريمات الموجودة في حقيبتي
وأتحرر.
كلام
نتكلم لساعات
عن كوننا لا نتكلم
…..
ويحدث أن أتمنى
أن أجلس قربك الآن
دون كلام
……….
الكلام مثلا
أن تخبرني عن غيمة
مرت في قصيدة
فأسمع مليشيات
تدق في قلبي
يأتي الكلام
حين لا نذهب إليه
دعنا نتكلم عن هذا الآن.