بالون الفرح رجاء غانم
| رجاء غانم |
يلوح بالون الفرح ويختفي عاليا
أركض خلفه محاولة الامساك بخيطه المتراقص في الهواء
أتعثر
أزحف
أراقب
وأتذكر أخيرا كم كنت فاشلة في لعبة الطائرة الورقية. لم أفهم يومًا كيف يتحكم خيط رقيق بطبق من الاوراق الملونة يحلق عاليًا.
الكبريت
لا يعترف العاشق بتفاصيل يومه واهتراء الفكرة
يتحرش بنسمة الليل كطفل يكتشف نجمة ترقص في جلده الطري
ينام على شوكه وفاكهة الذكريات تلقي عليه روائحها
غبش الطفولة يومئ ،يتراقص
يحب الطفل العاشق اللعب باعواد الكبريت
يستجلب النار ولو لثوان
وكانه يرسم شكل حياته المعمدة بعنصر الكبريت
الكبريت الوصال والجفاء
كبريت الروح والجسد
كبريت الغابة والبحر
كبريت الأحلام والخيبات
هذا الكبريت يغدو مادته الأكثر أصالة
في حربه ضد قطع الأشجار
في نشيجه الليلي أمام أغنية اسمهان
وفي جنازته اليومية السائرة إلى العدم.
تحدثني سيدة: لم أعد أعرف أحدًا منذ ماتت أمي
لا أميّز أخاً أو شجرة أو شارعًا.
هل تعلمين؟ لا شيء يميز الكون سوى الأم
وحدها تضبط إيقاع الأرض والهواء.
تنظم النفس والضحك والحلم والآه.
لم أجد ما أقول. قمت بطي القصيدة في حقيبتي وغادرت.
هل يمكن أن يقف الشعر على قدميه
في حضرة غياب أم؟
أجلس على عتبة البيت تقترب الوحدة تجلس بجانبي
لا نتحدث
لا نتشاجر
نجلس بصمت
نراقب شغف الحديقة وقصة حبها تعرش، تتمدد حتى تصل سرير الغيمة.