عندما تصبح المدينةُ “لهيطًا”! ربى سعدي

(1)

عندما تصبح المدينةُ “لهيطًا”[1]

يطول موسم تزاوج القطط،

يطفو القيء على وجه الرّجل العجوز

تصدر أصواتٌ تصم الآذان

كصوت باب متهرئ مثلا،

الصفائح المعدنية تزداد استقامة فوق

جبهة المخيّم،

يلعن الآخرُ الخبزَ

وأنابيب الماء الصدئة ،

تُشتَمُ رائحة دم متجمد على بعد كيلومترات

من التجمعات السكنيّة؛

(2)

عندما تصبح المدينةُ “لهيطًا”

يعلو صوت الباعة البلاستكيين،

يضج الشارع بالبذاءة،

يتكوم الذباب فوق اللحم،

يطفو البصاق على وجه المارّة،

تُخزّن القهوة عبق دخان سجائر

رأس مخمور،

تبحث الجرذان عن قطعة عيني فتاة

(أي فتاة)

بين المارّة، لتخرقهما؛

(3)

عندما تصبح المدينةُ “لهيطًا”

تتعثّر الآلهة،

تذوب الفضة على أعناق

 الشاعرات الصغيرات،

تكشف عن صدرها المدينة،

تنكش شعرها في وجه الحجر،

تملأ معصميها بالغوايش[2]،

تتبختر كعاهرة سمراء،

ينظر الشارع الي مؤخرتها،

تعلو من فوهة رأس المثقف

قرود صغيرة؛

[1] لهيط وبالعبرية להיט- تعني الموضة الضاربة وتستعمل في وصف الأغاني التي تأخذ شهرة كبيرة

[2] الغوايش (الغويشات)- كلمة من أصول غير عربية تعني الأساور