لاجئة بنت حرام / إسلام خطيب
| إسلام خطيب |
رَصِيْف / مَدخَل الجَامِعة/ ثَرْثَرَة / وَعُوْد كَاذِبَة بالنجاح من إله لم يعرف إلا الفشل
وَكُؤُوس فارغة / مَع مَعْمَعَة الْفَوْضَى
هَمَمْت بـالْرَّحِيْل عَن هذا الحرم الجامعي
“جامعة بنت حرام” يقول صديقي
وأنا ايضاً، أنا أيضاً بنت حرام.
يضحكون.
إِرْهـاق / تَعِب / غثيان
وِّهُدَوَء يَلِيْه صَخَب عـارْم / وَوَشْوَشَة تَكـاد تَسْمَع
أَيْقَنْت عِنْدَهــا بـأَن كُل شَيْء جَدِيْد، كل شيء نقي وطاهر
إِلَا أَنــا
حَتَّى البوابة التي لمستها أشكال و ألوان من أيدي ملوثة، وَهَذَا الْرَّصِيْف الَّذِي يَبْدُو عَتِيْق لِلْوَهْلَة الْأُوْلَى… لكن ليس هناك رصيف!
كل شيء طاهر إلا أنا
أسمهان / موريسي/ أناشيد الجبهة الشعبية
وَمُرَاهِقَة مُبَكِّرَة بـأَرْصِفَة مَهْجُوْرَة لا أريد العودة إلي
وطُفُوْلَة مَفْقُوْدَة عَلَى قـارَعَة رَصِيْفا
وَوَفــاة كَانَت قَدَرِي مُنْذ صَرْخَتِي الْأُوْلَى فِي جوفها
بَعْد ذَلِك فِي يَوم حار وَالَّتِي تَعــالْت ، تَرَكْت صَدْرِي مُعْتَل
أَوْجـاع / وَتَفـاصِيَل / وَإبتسـامَّة
“كيف حالك اليوم؟”/ “ليش مش عم تيجي عالجامعة؟”
“جيدة، منيحة. لأن الجامعة بنت حرام وأنا بنت حرام وسوا منتفقش.” أجيب ويضحكون.
أفقد ذاكرة الوجع مؤقتا، وَأَتَوَسَّد بمخيلتي مكان آخر… مكان لا حرام فيه.
حينها أشعر بِفَوْضَى بَعْثَرَة تُقَيِّدُنِي، بَعْثَ—رة تُقَيِّدُنِي.
الرغبة/ تَنْخَر الْعَظـام / لِتَنْفَرِط الْأُشِيـاء مِنِّي
وَحـانَّة لَم تَعُد تَسْتَقْبِل الْسَّكـارَى مِنْهُم /
وأنا هنا، أَنــادِي نفسي وَبِقُوَّة تَكْفِي لَتسمع
“لا تذهبي الآن، أمك تحتاجك”
وأسمع
بَعْد أَن كُنْت صُمـاء لَا أَسْمَع إِلَا رغبة الموت
قِنِيْنَة عِطْر فـارِغة / ومكياج رخيص وَرَسـائِل مِن الْمَنْفَى
وَخَيْبَة أُخْرَى / وَحُب مُغْتَرِب يَئِن بِهَمْس
لَم أعُد أهتم بـالْبَحْث عن أُشَيـاء سَقَطَت مِنِّي سَهْوَا بَعْد أَن
تَرَاخَت وأَنْسَلَخت مِن جُب مَثْقُوب.
رَقَص وَغَنــاء / وَهتافات ثورية تَصْدَح حَتَّى حُدُوْد الْسُّمـاء
وَأَنِيْن/ وَتَنَهُّدَات مَسْمُوْعَة
تَنَفَّسْت بدون اليأس أُشَيـاءَنـا الْقَلِيْلَة بِذِكْرِيـاتِهـا الْكَثِيْرَة
وَالَّتِي ظَلَّت تُحْفَر بَيْن زَوَايــا صُنْدُوْق الْنظام… ولو لثوان.
جَرِيْمَة لَم تَكْتَمِل / وَقِنـاع زَائِف / وَرَسـالَة مُبْهَمَة
وَأَمِنِّيـات مَقْضومَة / وَجَرْعَة مِن العدمية/ فراغ
وَأَنـا أُطِل مِن نـافِذّة مُعَلَّقَة كَبـابِل إلا أنها لا تطل على شيء… يواجهها حائط بناية زعيتر…
أشتم زعيمه لأني أردت أن يكون ذلك الْيَوْم هُو الْيَوْم الْأَخِير لِي عَلَى هَذَا الْكَوْكَب …
ولكنه صرخ “يا بنت الحرام” و ضحك.
فَصْل أَخِيْر / سَطْر آَخَير / وَكَلِمَة أَخِيَرَة
وَلَيْلَة أُخْيرة أخرى / وَمَلَجـأ لِثَرْثَرَة / وَمُخـاض لْوِلادَة قَرِيْبَة / وَسَبـات عَمِيْق
همسة:
لستِ سعيدة لأنكِ لا تملكين قضيباً
“يعني لو شو ما عملتي بتضلك بنت وما تنسي انك فلسطينية واحنا علينا العين يعني اي تصرف هيك ولا هيك بقولو ها ليكو الفلسطينيات شراميط”