نزهة الإسمنت / صهيب أيوب
| صهيب أيوب|
صوت سقيم. تخرج البحّة شبقة. لماذا لم أجلس في المقهى هذا المساء؟. كان عليّ ان أتناول قرصاً مهدئاً، ربما البابونج أفضل. سنسمع أغنية. ارجوك تمدد. اعتبر البيت مساحة خاصة. لا تقلق. لن يأتون اليوم. أخبرتهم بالزيارة. ليست زيارة، انها نزهة. نزهة بين الاسمنت. وانت قاوم النوم. الموسيقى خفيفة؟ صح. سأغيرها. “إندي روك”؟. لا. تأكل شيئاً معي؟. سألف سندويشاً من اللبنة. نعم، شيء مثل الجبنة. لديّ جبنة و”جومبون”. ما رأيك؟.
لا تتكلم. الموسيقى صاخبة على أي حال. لن اسمعك. ماذا قلت؟، إرفع صوتك أرجوك؟ ماذا. كس اخت الموسيقى. Non. pas grave.
***
أمعس اطرافي في الخزانة. يسقط واحد فقط. الآخرون يتدلون مثل علّاقات الغسيل. لا فرق. المهم ان لا أفقد يداً كاملة. أمعس اذا أردت هذه اليد. انها جافة، مثل تراب. لا انها رمل، سيسقط على البلاط. عفواً الـ”باركيه”. نحن في بلادنا لدينا رخام. نعم الرخام الذي تراه في قصر “غارنيه”. هو نفسه في بيوتنا. حتى بيوت الفقراء في القرى النائية لديهم رخام. لا انه شيء مختلف عن رخامات الموت. نحن ندفن الموتى، احياناً ندفنهم وهم احياء. لا، لا نقتلهم. هم يقتلون انفسهم. oui. c est normal. نحن وحوش. نكره الأكل الحرام. ولا نشرب الكحول. لكننا نقتل بعضنا. القتل عادي. قد يموت اي احد. برصاص حي. قد يموت من دون رصاص حتى. مممم. مثل ماذا؟. عليّ ان افكر. اه، مثل كل شيء. نحن احياء وموتى في نفس الوقت. دعك من هذا. فلنتحدث عن البط. لذيذ جداً الـ”foie gras”، مع مربى التين. تريد سندويشاً؟ ما رأيك؟
****
كان لي جناحا دعسوقة. الدعسوقات لا تطير، لكنها تحاول. انبش تراب الغرفة. الجثث يقظة، ويدي يبترها الماء. كان الصوت عالياً، يخرج من السقف. صوت موسيقى “روك اند رول”. ويد تلعب بأيري. لا تترك رقمك، نحن بلاد مبتورة. نكره الأرقام. تريد قبلة قبل ان تذهب؟. طيب. اقفل الباب، ربما جاري فرنانديز، ستراه وانت تنزل الدرج. لا تسلم عليه. انه وقح.