ماء سوفاج / أسمى العطاونة

|أسمى العطاونة|

| سيسيلي/إيطاليا |

  خريف 2016

لجدران المنازل البيضاء، لون يشبه شراشفنا المجعلكة. لزرقة أبوابها، لون يشبه إنعكاس البحر في عينيك. للزهر الأبيض على شرفة الفندق، رائحة تذكرني بحبات عرقك التي كنت تقطرها على جسدي زيتا معصورا من قشر الليمون «سوفاج من ديور». لن أعود إلى الوراء. سأتسمر هنا، أمام هياكل من الأغصان المتيبسة، وأمام أوراقها الحمراء الأخيرة الملتصقة على أعواد القصب. لن أكترث لما هو آت. سأتجرع فراقك كالسم في كأس نبيذ جنوبي. سأستمع إلى وقع خطى الشمس الثقيلة ترثي غيابك. سأقف على حافة قبرك ، يكسو السواد جسدي. سيمنعني زحام المصلين وترانيم القس المضجرة من همس أمنيتي الأخيرة. سيلمع طيفك في عتمة الغرفة كبريق ذهب كان يلون خصل شعرك. يتشبع قلبي بالألم ، كزهور البراري الوحشية المحملة بقطرات الندى. جف العشب ونبت الشوك في عيني. لم يعد لجسدي رائحتك. سألقي به في البحر. سأنكسر كموجة متمردة على الصخور الخضراء اللزجة.