طائر بريشة واحدة / صهيب أيوب
| صهيب أيوب |
أسأل متى رأيت الوجه أول مرة. تختفي الملامح من رأسي. لدي صورة وحيدة، على “انستغرام”، احفظها في حاسوبي. واقفاً خلف سور حديدي. لا تبتسم. تنتقم بفيض من الحزن. اعلم أنك تنام مع شبان آخرين. وتشاركهم رائحة الجلد المختلطة بعطر “نارسيسو”. كل هذا لا يهم. ما يهمني أن أشرح الأمر كالتالي:
– خرجت وحيدًا تلك الليلة ولم تودعني. سحبت يدك الباردة من جيبك. دفعت للنادل سعر كأس المارتيني. ثم نظرت الى الرجل الواقف خلف الكونتوار، وغمزته.
– لم الحق بك. كنت مبتهجًا بمغادرتك. لم اكن سعيدًا. بل اتفرج مثل ولد مندهش لغياب أمه.
– كان علي ان استعجل بطلب “أوبر”. الوصول الى البيت في تلك الساعة مخز. عليّ تحمل أصوات السكارى الواقفين أول الشارع.
– اغلقت نوافذ البيت. تفقدت رسائل ايميلي. فتحت الماسنجر. كانت هناك رسالة واحدة. اني اصبحت انا ودانيال اصدقاء مجددا.
– لم استيقظ الا متأخرًا. وجهي متعب. ويدك الباردة منذ الأمس تنام معي.
– استحممت نصف ساعة. تناولت فطوري بدقائق مستعجلًا. فتحت اللابتوب. استمعت الى مايك ماسي. ثم اغلقت لابتوبي. وعدت للنوم.
– 3 ايام. لم تتصل بي. كان لي غراب اسود ينظر اليّ. قلمت جناحيه. سقطت ريشة واحدة، في قلبي.
– ارسلت لك رسالتين. لم ترد على اي منهما.
– 5 ايام كافية، كي يتحدث معي دانيال. سألني، هل انت مع احدهم؟ اجيبه، نعم. انه طائر بريشة واحدة.