ارتجالات الخلاص وتأنيب الغياب عمار المأمون
| عمار المأمون |
| الصورة من رسومات المسرحي أرتونان أرتو |
عواء المجاذيب :
كان الحلم أني أقفز فوق السيارات وأرمي بالضوء على الأعداء ذوي الأسنان المهترئة و الأصابع الملتوية، علّي أدرأ أحرف العلّة عن اقتناص أهاتي الخاصة، تابعت الجري و أنا أحاول امتطاء الغبار و التمسك بتاء التأنيث العاهرة طلباً للرحم الذي قد يخفيني.
شبق خريفي:
أمر في الشارع ذاته الذي راودني في الحلم، أراوغ بصري كي لا يقع على متشردة بنهدين قبيحين و ثلاثة حلمات. أبحث عن زاوية لأخبئ فيها عيني، أتوق للرحم الذي كنت أسعى إليه في الحلم، ” امنحيني عينيك وحبالك الصوتية و ريقاً بطعم التوت كي أشنق نفسي ببقايا ما مسست، اجعلي موتي أكثر إثارة، كأن أختنق بأصابعك وأؤجل انتصابي الأخير حين لحظة اختفاء النَفس”
تحديات :
هناك من يظن أن الكلمات ليست بقادرة على إشعال البنفسج في ظل امرأة و أن العصيات على فهم مضامين الباه هن الأكثر ابتعاداً عن ترهاتنا نحن الممزوجين بأحرف الجر.
سأنزع الخافض وأستثير حروف العلّة في ثناياكي و أرتجل :
” أراقب حبات الغبار وهي تنتفض عن الزاوية بين نهدك و بين قفصك الصدري، والتي كلما مسست فيك أغنية ازدادت قشعريرة البدن و انتصب وبر خفيفاً على تموضع ضلوعك، سألتهم باطن راحتك و أعب من لٌماكِ، و أترك مساحات فارغة بين جسدي المشوّه و تفاصيلك المبعثرة، كي أرسم خطوطي على دوائرك، ثم أستنهض قبيلة من بدو، يحلمون بكعب (حُبَّى*) و أتقمص شبقهم التاريخي و أخرج عن سورة النساء و أُفرُغُ في ثناياكِ سلالات من شعراء، سلالات من صعاليك، سلالات من فدائيين يجزّون داخلك ويشعلوا نيراناً على رؤوس الجبال ليرتّلوا حين تهب ريح من صوب عَبَقك نشيداً مطلعه: طلع البدر علينا من شفاه الدُرّاق” .
أنين الحقول المغناطيسية :
حياتي تافهة، كلامي تافه، بعوضة واحدة قادرة على إذلال سلم التطور الذي أظن أني في هرمه، جدار أسمنتي قادر على إشباع شبقي، ملتحون يريدون خِصائي، كائنات حديدية تلقي بأعضائها التناسلية على من حولي، أنا عبد المارد في القمقم.
*حُبّى : أو حواء المدينة ، من أشهر نساء العرب في يثرب، اشتهرت بجمالها وشبقها و كان لها سقيفة تعلم فيها أصول الباه و فنونه.