سارا كفاح زيني
| الصور من أعمال بينا باوش |
كأي فارسٍ صاحب كلماتٍ نبيلة، رحلت إلى موعدي مع راقصة المعبد دون موكبٍ، أو مهرجين، أو صولجانات، لعل خمول تقاسيم وجهي تسعفني.
في مكانٍ ما، حيث الأصفر يملأ الليل، لم أدرك أن تدفق النبيذ بالكأس سيحدث رقصاً، تعميد الأطفال بالنبيذ ليس أسطورة، الطفل يتشبع الأحمر وعندما يلتحف بالأبيض، يصير رجلاً، ويصير مذاقه حلواً، أقبلت راقصتي بانشطارات لامتناهية، تضجُ بالشمس، قلائداً بغيرعبيد.
أنا هنا مرتين، هنا لذاتي، بعيداً عن وعيها، موجود ضمن شروط جسدي و ترهاتي بحمل السيف، أسترقها كأنني الحق، وهي تنسدل أمنيات طفلٍ ملامسة الرجولة، تلك التي لا يمسها الظلام أبداً.
حضرت زئيراً و تفاح، أحمرها ليس حزناً، أحمرها هذيان السر، عبورك كي تستحيل قيصراً، روما حضرت بما يكفي في ليلتي الأولى معها، ربما لا يمكن تمييز النصر لشدة الضوء، ولا يمكن الاحتفال بالسكون، إلا أنها التفت على الجسد زنبقة.
أن أتلو أشعار بودلير، أو أحكي أسطورة عاهرة شربت دم يوحنا، كل ذلك هراء أمام الرقص، اللغة لا تستثير التواء الخصر، ذاتي مكورة عند رحمها، ارتشف المعنى جسداً و تكويناً مائلاً، أتدفق حول ظهرها، وهي تتشكل دوائراً و اهليلجاً في المكان، لا يمكن ايقاف التدفق بغير فعل مضاد، إلا أنني سكون، اتدحرج معها، كما ذراتها تريد، و أتلذذ بعجزي عن رؤية التفاصيل، جدل التعري لن ينتج حلاً، لا يمكن للتاريخ أن ينتهي هنا، عند حافة أصابع قدميها، تلك هي النبوءة، شلالٌ يستبيحني عنباً.
مجازي مغيب، أواجه المعجزة وحدي، كل الفيلة و النبلاء و الألعاب البهلوانية و الحبال و الأقفاص و الجمهور، أطفو مبتسماً، رمحٌ بغير نصل، لا يحق لي أن أنتفض حجراً، أنا الصنم الحزين، شمعة، وبساط أبيض، مر الكثير عليه، نهودٌ ، ينابيع و حناجرٌ تنعق، و الكثير من الرق، وهنا عند حدودٍ من الزمن، هذلت أسطورتي، أتت راقصةٌ حمراء خشوعها يومٌ ثامن، أساورٌ مذهبة تدق الأرض، علاقتها مع الغيب مجرد اتفاقٌ ضمني يقتضي النشوة، إعتصرتني علّ الشراب ينضح، لا يهم مجازي أبداً، أنا الآن قيثارة، أتحسس الدمَ المعطرَ على معصمي، أتلحف ببساطي الأبيض طفلاً ينادي جدته المقعدة، صار مذاقي حلواً، وصرت أشهى، لا بد من نوم، لا بد من نوم.
(بلوكة – بالتنسيق مع الكاتب)