مع فارق التصوير ربى سعدي

| ربى سعدي |

(1)

صباح الخير يا عصفور الدوري اللعين، ماذا تفعل فوق سرّة امرأة أحبها؟! آه.. كثيرةٌ هي الأشياء الممكنة، مزاحمة دوري على نقر حبّات كرز فجّ، كشّ زوج حمام كاد يبني عشّه فوق رأسي، والاستمتاع بإيماءات الحيوانات، مثلا..

أنا أكثرهم يحب الخسارات، استمتعُ، أشياءُ ما يمكن أن تتكرّر، تكون لديَّ الرغبة بأن أخسرَها، وأخسَرُها..

ياه ما أكثر المساحات التي نتيه فيها!

 (2)

هل هذا هو الحلُّ، صداقة ببغاء؟! أنا عربيد.. جائزٌ، لكنني إيجابيٌّ، وأعشقُ “حالي”.. لا، لا يمكنُ لأحد استخراجَ شيءٍ منّي سوى رمادَ سجائري..

حازمَةٌ هي وجهةُ نظرِك، إلى القُبلةِ الأولى.. هل تؤمنينَ باللهِ؟ أسألُكِ ملقىً بباب ثغركِ، بالله عليك أن تجيبي..

أجهزتي على أُمنيتي، نعم “خطِّي” جميلٌ، وأُحبُّهُ.. عبالي أُمجِّدُ الحبرَ؛ أن نحتفي! ما الأساطيرُ إلا ارتعاشاتُ أُنوثَةٍ..

؟؟؟؟

لما علامات السؤال هذه؟ ألا تحتملينَ جنوني؟! أم أنَّ أبجديّتي تقعُ فوق عُرييّك مع شخصٍ واحد!!!!

(3)

لن أبقَى ؛ الانسانُ ليس بعابرٍ في مجريات حياتي.. أنتِ حسَمتِ الإضاءة مع فارق التصوير، قطعا لم أنجح في الرياضياتِ.. أُحبُ التحليقَ عاليًا مع النسور أبعدُ من أن تراني عيناكِ الزُّرقُ الفرقُ، يقتنصني الحَسد.. شهوات الموسيقى عنفوان الأدبِ، بيتٌ صغيرٌ، صمتٌ، رمادُ مِدفأةٍ، أناسٌ كانوا، صاروا.. أنتِ عُدوانيَّةٌ على فكرة!

أتسمعينَ الموسيقى! أتستشعرينَ من أنا، ما أنا؟! لا، لن نتحدَّثَ، هششش.. خصرك نصٌّ موسيقيٌّ،

الاحترامُ قيمَةٌ قمعيَّةٌ، واهيةٌ، وهميَّةٌ، أجمَلُ ما فينا ارتكاب الخطيئة.

(4)

الدين يا دميتي خطيئة الخطايا، أذكر نفسي طالبا في الصّفِ الرّابعِ الابتدائي، أسير وحدي على جسرِ امرأة كانت تعلّم فتيات المدرسة المقابلة فنّ الطبخ.. (مقطوعتينِ، صمتٌ من جديدٍ)، الله إنّ اللحظَة لا تشيخُ على عتبَةِ وجهكِ.

لا تسأليني مرِّةً عن الهذيان، حلِّقي كعقاب..

(5)

مجنونٌ.. هذا أنا، الشيءُ ونقيضُهُ.. حدود الخطايا جنَّةٌ أو نارُ، أنا أنتِ وشالُ صوفٍ بيننا.. حبّات كرز تناثرت على جسر رخامي، أوراق الكرز تملأ فمي، قطّةٌ، عيون سمكةِ حمراءَ تحملقُ، نَمرَةٌ باشقةٌ.. نهر نبيذ أحمر، أنا المصلوب ونارٌ تحترقُ الحُرقةَ..

(6)

لماذا كل ذلك الصمت؟ سقيع يأكل جثّتي.. أاحتساءُ كوبٍ من الشاي أصبح الآن خطيئةً في حضرة

رجلٍ يُدعى “أنا”؟!

(7)

هذا أنا، أطالع وجهكِ بصمتِ لَيلٍ ليلكيّ، ألملم صور مبعثرة لنا بين الجنة والنار، أمسح الغبار عن جديلتك التي تزين الرواق، أشرب كأسي وحيدا في بيتنا المليء بالأعشابِ، بالنساءِ، بالأفاعي، بأرواح الجنيَّاتِ، بعيدٍ، بحالات حَمْلٍ، بموت وولادة..  ألم تعودي تحبين طقوسي؟!

أختارُهُنَّ باتقانٍ، أُحبُّهُنَّ، آلهاتي.. وإذ، أُحاوِلُ قَتلَ شهواتي.. فلا أنجح!

(8)

أقرؤكِ، قليلاً قليلاً.. هل تُحبينَ عينيكِ؟ لون بحر صافٍ.. لا أعرِف ابتكار المجازات، أأخترِعُ؟!!

(9)

الوِحدَةُ شهوانية، وروحي الحزينةُ حُلوَةُ المذاقِ يا حُلوَتي، وملآنُ أنا بالتناقضاتِ، رجل ما بين البينينِ، دجلَةَ والفرات، صمودي وانكساري، طهري وعهري، ارتفاعي وهبوطي، ثقافتي وجهلي ..

أنت تذكرينني بإنانا، جسدك هذا الواقف أمام شيطاني بصمتٍ، يغوي الإيقاع وعين الكاميرا الغبية. أصلي له، لجذع الشجرة هذا، كلّ مساء..صلاتي جِنسٌ، يصرخ شيطاني، أجيبه “أن اخرس..”

هو لا يعرف أنني أولد في الكتابة لأتطهّرَ.

(10)

تبدئين في قراءتي، لكنّك لن تنجحي، فقد اخترتِ يا عُصفورتي أكثَر الزَّوايا عُريًّا، الخطيئة، لم تجربي يا ملاكي رجفة الشهوات، الجوعَ!

مغريةٌ حتى النخاعِ، مُثبطَةٌ، جسدُك المورق بكل هذا يعني لي جنوني، عبوري لفناء الروح.. أكرههُ جسدَ الكلماتِ وجسدي…

أعرِفُ تخافينَ النّار.. الاحتراق.. أاشتهيتِ مرَّةً رجُلاً؟! أنا أشتَهيكِ!

(في هذه اللحظةِ يَتلعثَمُ، صوتُهُ يتعثَّرُ.. صَمتٌ).

 (11)

كنتُ أعتقِدُ أنَّ ليلي سيكونُ عاديًّا!!! لا يزال يغويني خدُّكِ القاني، صوتُكِ المخنوقُ، جسدُكِ المتجمدُ.. لكنني سأذهب لأدفن رأسي في مختبري الصغير، أحمّض صور بعض عارضات الأزياء، وراقصات المقاهي الليلية..

 (12)

أصابعُك المنذرة بالحرب، لعبَةُ الشَّرفِ المزيّف هذه آن لها أن تنكسر؛ اعتَركتُ كُلَّ عاهراتِ العالم ورأيت الشريفاتَ منهن والبلهاوات.. كم عمرُكِ؟! ألفي عام؟! عمر كلماتي ملايين..

أهوى أن أسكن مجتمعًا ،العُهرُ فيه مهنةٌ شريفةٌ، وسأكتُب نهداكِ قصيدَةً، وسأستعمل عضوي نُدبةً لروحكِ..

الأحرُف خرافات، انتهى عهد الآلهة..

سأدخُل سلطنةَ النومِ…

 (13)

هل ستأتينْ؟ لا زِلتِ مَدعوَّةً إلى فُنجانِ قهوَةٍ عربيّةٍ في شرفة منزلي المطل على البحر، سأكون وحدي والشيطان..

لتحرَسَ أحلام الملائكة..

“صديقي؟!!”.. لا أستطيعُ أن أكونَ أيَّ شيءٍ لهُ اسمٌ معرّفٌ.

تصبحين على خربشاتِ أظافرَ جرذان..

(صمتٌ من جديد.. صمتٌ أبدي…)

انتهى