رحلة الغيلان الطويلة في السرير المذهب عمّار المأمون

| عمّار المأمون |

تنتصب المدافع في الجبال لتقذف حِممها على أطراف المدينة، المدافع ماجنة تحب التجريب، لا تهمها من اللذة أن تُشبع صلب المدينة أو جوفها، بل تمارس فجورها على الأطراف والنهايات، الأيدي والأرجل، أما أنا فمهترئ الجسد، حتى الجدار لا أستطيع اختراقه، أنا أضعف من أن أنتصر على الخرسانة المسلحة، لذا أستسلم في السرير المذهب للغيلان التي ستعيد ترتيب المكان من حولي.

 تقتحم الغيلان الغرفة متناسية أصوات المدافع،تدخل بنهودها الستة عشر و أعضائها الذكرية التي تزين خواصرها ورقابها ، ثم تعيد تزيين الهواء بأصوات الخلاخيل التي ترن في أقدامها التي اعتادت أن تُلعق شبقاً و استدراراً لمجازات الرقص.

لا يمكن لي أن أقاوم الغيلان ورحلاتها في تقاسيم جسدي، سأدعها تتحرك على راحتها، تتسلق أطراف السرير وتدوسني بأقدامها الملتَمعة، و تجرجر أثدائها على حواف رأسي  و جسدي الهزيل، لا أدري إن كان هناك فائدة من المقاومة، الأذرع تمتد لتحملني في محاولة لاستدرار اللذة في مكامن جديدة من تقاسيم الغيلان.

تلك الغيلان أكثر شبقاً من غيرها تتمرغ في السرير و ترمي لذتها على تقاسيمي و أرجل السرير المذهبة التي تنساب معها أحلامي وآخر ذرات الشبق المتبقية في الجسد الملوّن الحاضرِ ثقلاً أمام خفة كواحل الغيلان، سأستسلم  حتى النهاية، لا مجال للمقاومة، لن استطيع بجسدي الواحد هذا أن ادفع أي شيء  بعيداً، حتى أني أتمنى لو أصلب، أدعو الغيلان أن تصلبني، لساعة فقط، علَّ مفاصلي تزداد تحررا، و أتمكن من مضاجعة العوسج أو الالتفاف على الأقحوان لا لشيء، بل لأتمكن من استراق لذة مكتملة لا يتخللها اغتصاب الغيلان للهواء من حولي.

تصطف الغيلان بجانب بعضها البعض لتهزأ مني، ثم تبدأ بممارسة الجنس بعضها مع بعض، تنهمر السوائل و تشتعل الأجساد الملوثة بغاز الخردل وأكاسيد النطاف ، أنا متكوّر على سريري الذهبي لا أجرؤ حتى على لمس الأرض، تعلو أنفاس الغيلان شبقة و هي تئن كأصوات آلات التعذيب المستخدمة لخصاء سارقي التفاح و التمر، أحوال تمضية الوقت في ظل العربدة القائمة أمامي بأن أستذكر شعراً مبتذلاً، عن الحبيبة الغائبة أو الخائنة أو تلك الشبقة التي تريد إشعال بساتين العنب و إطفاء البراكين داخل خصى الثيران التي تستدعي قبائل من بدو ُرحل قادرين على تفسير موطئ القدم و خفة نون النسوة على هضاب الرمل.

الغيلان لن تنتهي من عربدتها، هي أشد قدرة على الاستمرار من ديدان القز، سأنزوي بعيداً وأتجاهل أصوات المدافع المنتصبة، ثم سأقف منتشياً لأسبح بين أجساد الغيلان ناسياً السرير المذهب و متجاهلاً إمكانية موتي و فنائي إثر خلل في الجاذبية أو انتصاب أصاب ضارب المدفع إثر احتكاك الحديد به، وإن كان لا بد من موتي، فلأمت نشواناً، صاخباً، لا عارفاً..بين ثنايا الغيلان الذين ينسلون إلى السرير المذهب.