المهرج التايلندي كفاح زيني
| سلسلة: مهرجو دمشق |
| صورة:ديفيد لينش |
هذا الظلام الدبق يجتاحني وحياً للعفة، مما يجعلني حساساً للأصوات اللزجة، أثقل مما ينبغي، أنغرزُ وتداً فوق السرير، لعابي على لحيتي، تعبر ريحٌ طفيفة ثنايا عانتي، تهتز بعوضتان.
الباب يفضي إلى فسحة، في ركنها شجرة كستناء تعلوها نجمة، نظرت إليها اختفت.
السحالي في الصيف تفقس في غضون ثمانية أسابيع، إن الإمساك بسحلية من ذيلها يجعلها تنفصل بإرادتها عنه وذلك بكسره عند مستوى منطقة هشة، ليس للسحالي روث، كما أن داري لم تكن واحةً لخيلِ بني مخزوم.
يرتعش جسدي على أثير الخطوات الآتية، بالكاد يلامس الأرض، فحيح النعل الأحمر، كخيط عرقٍ لامس سرتي، ابتسامته لاحت في زاوية الباب مشيمةً في بطن طفل، عندها اعتراني شفقٌ على حنيني المتوجس، مهرجي التايلاندي أتى.
في كل ليلة يزورني مهرجٌ تايلاندي ينشدُ أغانٍ بعيدة عن القمر والخوف، الليلة قفز إلى منتصف غرفتي المخروطية، عابراً الهواء بسلام، منساباً، رقيقاً ،ليناً، هشاً.
طوله لا يتجاوز المتر، ألوانه نصر، انتصبت يداه، ارتعد جسدي.
دنا مني حلماً، تتشوه المسافات عند هذا الحد، الجغرافيا لا تناسب كمية التعرق، الإيقاع معتل، الصيفُ قبيح.
لم يخلع قفازه، استطالت أصابعه نحوي، تحسس ريح فمي، صفعني، تفتحت، صفعني مرة تلو المرة، الوهج يضجُ عند عنقي، عانقني، جسدانا جديلة شعرٍ مذهبة لبائعة خبزٍ فوق مرجٍ أخضر.
ليس للظلام موسيقى، الأسود ابتزازٌ للحقيقة، فلتشع ثنايا أفخاذنا ذهباً على مستنقعٍ من نساءٍ تعفنت في ملاءة سرير أصفر.
أتحسس الحيض عند عظام حوضي، هذا الدم المعسول سيفاً يبتر كل أعضائي، (الأحمرُ، الأسودُ)، سيئة المعذبين.
أمسكَ المهرج خصلات شعري، عقدها على حواف السرير، رمحٌ أنا على مخدعي، لعابه على أذني بحر، أستنشقُ رطوبة الجنس الكئيب، فكه أحاط حلمتي، أنذرُ نفسي نعجة.
أخرج المهرج سوطاً من قبعته، جلدني، تقيأت، قطرات عرقي تتطاير بلوراً عند موقع السوط، (البطء، الألم)، كتلتي بركان، أنفث الشمس من بطني، تنهداتي سربُ جراد، تبسم المهرج، تطهرت، انتصب مهرجي عند قارعة السرير، نعله الأحمر الرقيق يلامس عضوي، لحظة الكشف، دهسني، انفصل عضوي كذيل سحلية الصيف، تقيأت آخر النهود، استلقيت محارباً بغير درع، حصاني يهرول بعيداً، المهرج التايلاندي انسل ليلاً من الباب، امتطى عضوي، نظرت إليه فاستحال نجمة.