جسد الجرّاح / راجي بطحيش

كان جراح الأعصاب يدقق في مخطط الرنين المغنطيسي على شاشة الحاسوب أمامه، ثم يفسر لي باسهاب حول حالة الحجرات في دماغ والدتي والاجراءات الجراحية المقترحة لانقاذها من التدهور ومن ذلك البياض القطني اللزج الذي باتت تغرق فيه ببطء يوما بعد يوم.

أكثر ما يلفتني في الرجل يداه، ثم انسياب عنقه نحو صدره ، شفتاه ، تكويرة مؤخرته عبر ملابسه…نهض الجراح من كرسيه لفحص الأداء الحركي والإدراكي لوالدتي التي كانت في أسوأ حالاتها الأدائية في ذلك اليوم…لكن شيئا غريبا حدث عندها…لقد كان مقدار قلقي وانزعاجي من تجاوب والدتي للطبيب وبالتالي حزني وخوفي عليها يحدث بالتوازي مع انشغالي بعضو الجراح التناسلي أو أيره الذي كانت تعرجاته تبرز وتكاد تخون ذلك الميثاق الموقع بينها وبين القماش ، كان جسد الجراح العاري حاضرا في حيز رؤيتي و يضرب بعرض الحائط هالته المهنية …

إذا حاولنا أن نقيس الأمور المعنوية بقيم مطلقة..فيمكنني أن أدعي أن مقدار قلقي واهتمامي بما جرى ويجري في دماغ والدتي كان يوازي رغبتي بالجراح واشتهائي العميق والأصيل له..